تمكنت أطقم الطوارئ من إنقاذ 42 شخصا من الغرق وانتشال 8 جثث بعد غرق سفن تنقل العشرات من الروهينغا المسلمين في خليج البنغال قبالة سواحل ميانمار التي يقترب منها إعصار.

وأوضحت كيرستن ميلدرن من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السفن، التي قد يصل عددها إلى 5، غرقت مساء الاثنين بعدما أبحرت من بلدة باوكتو.

وقالت: "جميع المعلومات تشير إلى أكثر من سفينة"، لافتة إلى أنه تم انتشال ثماني جثث وإنقاذ 42 شخصا مقرة بأن الأرقام قد تتغير بسرعة، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وقال لاجئ مسلم في مخيم مانسي قرب سيتوي عاصمة ولاية راخين إن 200 شخص حاولوا الفرار من العاصفة الاستوائية وإن الكثيرين منهم غرقوا.

ورصد الإعصار محاسن في منتصف يوم الثلاثاء على بعد 1180 كيلومتر من سيتوي، بحسب دائرة أرصاد ميانمار مع رياح بسرعة توازي 100 كيلومتر في الساعة قرب مركزها.

ويتوقع أن يصل إلى السواحل مع حلول مساء الخميس.

يشار إلى أن حوالي 140 ألف شخص يعيشون في مخيمات عشوائية بولاية راخين غربي البلاد حيث أوقعت أعمال العنف بين البوذيين ومسلمي الروهينغا حوالى مئتي قتيل العام الماضي.

وباشرت سلطات ولاية راخين في الأيام الماضية بنقل هؤلاء النازحين واغلبهم من الروهينغا إلى مساكن خشية خوفا من أن تأتي العواصف المرتقبة على مخيماتهم المكتظة والهشة، كما تم استنفار العسكريين الذين نشروا عام 2012 بعد إعلان حالة الطوارئ.

وصرح المتحدث باسم حكومة ولاية راخين وين ميانغ إن "قوات كبيرة نشرت مسبقا كي تقدم المساعدة عندما يضرب الإعصار"، غير أن كثيرا من النازحين يرفضون الانتقال قبل معرفة الموقع الذين ينقلون إليه، وسط أجواء من التوتر الشديد مع السلطات.

وقال نازح في مخيم مانسي: "هناك الكثير من الجنود بأوشحتهم الحمراء على الرقبة لمساعدتنا، لكننا نخشاهم، الناس يخشون أن يتم توقيفهم إن فعلوا شيئا سيئا".

وأكد نازح في مخيم تيشاونغ قرب سيتوي أن "أغلبية النازحين لا يريدون المغادرة"، مضيفا: "الموقع الجديد أقرب إلى البحر من هنا، لذلك نحن قلقون".

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش ميانمار مؤخرا بشن حملة تطهير عرقي ضد الروهينغاالذين يقيمون في ولاية راخين.

كما نددت المنظمة الحقوقية بجمود السلطات في الأشهر الأخيرة مع اقتراب موسم الأمطار، إذ صرح مدير هيومن رايتس ووتش - آسيا براد أدامز: "إذا عجزت السلطة عن إجلاء المعرضين للخطر، فالكوارث التي ستتبع ذلك لن تكون طبيعية بل بشرية".

يشار إلى أن الأمم المتحدة تعتبر الروهينغا إحدى الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم، وحرمهم المجلس العسكري الحاكم سابقا في ميانمار من الجنسية.

ويبلغ عدد الروهينغا حوالى 800 ألف شخص يقيمون في ولاية راخين في ميانمار، واضطر الكثير منهم إلى الفرار بسبب أعمال العنف العام الماضي. ولجأوا إلى بنغلاديش أو ماليزيا.

من جهتها، أعلنت السلطات البنغلادشية الاستنفار مع اقتراب الإعصار رغم عدم الثقة من الموقع المحدد الذي سيضرب فيه السواحل مساء الخميس، وزادت دكا مستوى الإنذار الاثنين لكن لم يصدر أي أمر بالإخلاء بعد.

ويقيم حوالي 30 مليون بنغلادشي من أصل 153 مليونا على السواحل، وغالبا ما تقع البلاد ضحية أعاصير فتاكة علما أن حيزا كبيرا من أراضيها لا يعلو كثيرا عن مستوى البحر.

وفي نوفمبر 2007 أسفر الإعصار سيدر عن مقتل 3300 شخص، وفي ميانمار أدى الإعصار نرجس الذي اكتسح عام 2008 دلتا إيراواداي إلى 138 ألف قتيل ومفقود.