توافقت ردّات فعل ذوي الطفلة «رهام حكمي» إزاء ما أعلنه رئيس الفريق الطبي المعالج الدكتور سامي الحجار أمس، على ضعف الاطمئنان إلى الوضع الصحي النهائي للطفلة التي شغلت الرأي العام السعودي، منذ أشهر، بعد نقل دم ملوّث بالإيدز إليها عن طريق الخطأ في أحد مستشفيات منطقة جازان.
الطفلة نفسها ظهرت أمس في حالة طبية جيدة ظاهرياً ونفسية مرحة وحيوية؛ وقالت لـ «الشرق» من قسم التنويم في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إنها جيدة، وعبرت ـ ببساطة طفولية ـ عن رغبتها في العودة إلى مدرستها فور إعلان شفائها، وأضافت أن كل ما تتمناه هو أن تخرج في أقرب فرصة لتعيش مع أسرتها في منزلها.
أما خالتها التي ترافقها فقد استغربت الأخبار المنتشرة عن بيان لمستشفى التخصصي، لكنها أبلغت «الشرق» بأن «رهام وضعها جيد ولله الحمد»، وفيما يخص التحاليل فهي على حسب كلام الدكتور المسؤول عن حالتها فإن الفيروس غير نشط، وإلى الآن ليس هناك مضاعفات، مشيرة إلى أن هذه النتائج كانت لتحاليل سابقة مضى عليها أسبوعان من الزمن، وليس كما أشيع أنها صادرة أمس.
وقالت إن الأطباء أبلغوها أن الطفلة سوف تخضع اليوم «الإثنين» لمرحلة جديدة من التحاليل، مشيرة إلى أن الطفلة تخضع لتحاليل أسبوعية منذ ستة أسابيع.
وترقد رهام في غرفة وُضع على بابها «الزيارة ممنوعة لهذه الغرفة الرجاء التوجه إلى موظف الاستقبال قبل الدخول لزيارة المريض وذلك للأهمية».
وعلمت «الشرق» أن المستشفى يتعامل مع ملف رهام الطبي بسرية عالية جداً، حيث أغلق عليه داخل خزانة ولا يُسمح لأحد بالاطلاع عليه.
ومن منزله في قرية مزهرة بمنطقة جازان قال والد رهام لـ «الشرق» إن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم بسلامتها، وأضاف أنه لا يصدّق أن ابنته أصبحت في مأمن تام من مرض الإيدز. وطالب بمزيد من التحاليل والإجراءات «حتى يتم البت بأن ابنتي رهام سليمة من فيروس الإيدز».
في سياق موازٍ؛ قال المحامي إبراهيم الحكمي، وهو المكلف من قبل أسرة الطفلة، بمتابعة القضية ضدّ وزارة الصحة، إن المعلومات المتصلة بشفاء الطفلة لم يتم إيصالها إلى الجهة الرسمية الناظرة في القضية، وقال إنه هو شخصياً ليست لديه أية معلومات رسمية حول الموضوع، إلا أنه في حال تلقيها فإن ذلك لن يؤدي إلى التراجع عن القضية المرفوعة ضد وزارة الصحة كون الخطأ وقع على الطفلة وعلاجها منه لا ينفي وقوعه.
وقال الحكمي إنه توجه إلى ديوان المظالم، وينتظر تحديد موعد الجلسة الأولى حيث أن اللجنة الطبية انقضت مدتها النظامية دون أن تعقد أية جلسة للنظر في القضية.
وكان مستشفى الملك فيصل التخصصي في مدينة الرياض قد أعلن أمس على لسان الدكتور حجار أنَّ ثلاثة فحوصات أجريت للصغيرة على فترات مختلفة آخرها منذ أيام قليلة في المستشفى ومركز الأبحاث في الرياض، وكذلك في مختبرات مايو كلينك في أمريكا أكدت عدم وجود أي نشاطٍ للفيروس في دم الطفلة.
وأشار حجار إلى أن الفريق الطبي استعان بالمختبر المرجعي في مستشفى «بريقم آند وومن» بجامعة هارفارد لإجراء فحص دقيق جداً يسمى (single copy test) وظهرت النتيجة منذ أيام بعدم وجود أي نشاط لأي جزءٍ من الفيروس.
وقال الحجار إنَّ الفريق الطبي أكد أن هذه النتائج تعدُّ مؤشراً إيجابياً آخر يصب في مصلحة الطفلة بعدم انتقال الفيروس لها -بإذن الله تعالى- مشيراً إلى أن الفريق الطبي المشرف على الحالة تشاور مع خبراء داخل وخارج المملكة وبناءً على المعايير العلمية تم إيقاف العلاج النوعي.
ولفت إلى أن الطفلة ستبقى في المستشفى تحت الإشراف الطبي والمراقبة لإجراء فحوصات دورية للتأكد من سلامتها وعدم ظهور أي نشاط للفيروس بعد إيقاف الأدوية، حيث تستمر المراقبة والمتابعة لمزيد من التأكيد خلال الأشهر القليلة المقبلة للتأكد من عدم انتقال الفيروس لها.
من جهته، أكَّد الفريق الطبي أنَّ هذه النتائج المشجعة تمت بتوفيق الله؛ ثم بسرعة تشخيص الحالة في جازان وإعطائها العلاج النوعي الذي أثبت فعاليته في تقليل نقل الفيروس خلال (24) ساعة من نقل الدم من قبل الفريق الطبي لوزارة الصحة في جازان، وكذلك ما تلقته من عناية وعلاج واهتمام على كافة الأصعدة.