كشفت نائبة محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني للبنات منيرة العلولا لـ«الحياة» أن مستوى إقبال خريجات الكليات التقنية للعمل في القطاع الخاص دون المأمول، لأسباب عدة يتصدرها ساعات العمل الطويلة في مقابل ضعف الرواتب، مشيرة إلى أن المواطن يختلف عن الوافد الذي يظل يعمل على مدار الساعة لعدم وجود ارتباطات له، وفي مقابل مالي متدنٍّ، ودعت وزارة العمل إلى إعادة النظر في ضوابط العمل.

وأشارت العلولا إلى أن بيئة العمل داخل صالونات التجميل والمشاغل النسائية غير جاذبة للفتاة السعودية من حيث البيئة ذاتها التي تحتاج إلى ضوابط لترتيبها وإعادة هيكلة بعض الممارسات فيها.

وقالت: «ومن العوامل التي جعلت بيئة العمل غير جاذبة للخريجات واتجاههن للعمل الخاص بهن، إلى جانب ساعات العمل والرواتب المتدنية، وعدم التسجيل في التأمينات الاجتماعية». وزادت: «تقدمنا بمقترح لتأجير كرسي داخل الصالون خاص بالخريجة لتعمل به لحسابها الخاص وحتى تتدرب على العمل» .

وذكرت العلولا أن نسبة القبول في الكليات التقنية بلغت 10 في المئة فقط من حجم المتقدمات، ويعزى ذلك إلى عدم وجود معامل تستوعب الأعداد الهائلة التي ترغب في الالتحاق بتخصصاتها، مشيرة إلى أن عدد الكليات التقنية في المملكة بلغت ١٨ كلية، وسيصل العدد خلال الخطة المقبلة إلى ٣٩ كلية، إضافة إلى كليتين لإعداد المتدربات، وبعد تخرجها من الدبلوم تلتحق بالكلية، للحصول على درجة البكالوريوس، ويتم تعيينها مدربة بالكليات التقنية، لافتة إلى وجود تخصصات جديدة أمام الفتاة السعودية يتصدرها التصنيع الغذائي، وتصنيع وتصميم المجوهرات، والتصوير الفوتوغرافي ضمن بقية تخصصات الكليات التقنية للبنات.

ولفتت العلولا إلى أن التدريب التقني والمهني للبنات يبلِّغ الغرف التجارية، ووزارة الخدمة المدنية، والجهات المعنية بالتوصيف سنوياً بقوائم الخريجات، ودعت رجال وسيدات الأعمال لاستقطاب الخريجات من الكليات التقنية بعد أن كانت حجتهم عدم تأهيل الفتاة السعودية، وقالت: «الآن جميع الخريجات مؤهلات تأهيلاًَ أكاديمياً ومدربات تدريباً عالياً جداً، فلم يعد هناك عذر للقطاع الخاص».

وأوضحت أن الإدارة العامة للتدريب المشترك قدمت برامج للتدريب التقني والمهني في السجون النسائية ودار الرعاية، بناء على نسبة النزيلات السعوديات فيها، وشملت سجن الرياض وسجن جدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وخميس مشيط، والأحساء، ودار رعاية الفتيات بالرياض، لافتة إلى أن البرامج تميزت بأنها قصيرة المدى، وتراعي انتهاء فترة السجن، وتتراوح بين ثلاثة أشهر إلى عام كامل تخرج منها ١٠٠ خريجة من السجون خضعن لدورات تأهيلية وتطويرية وأكثر من ٣٠٠ خريجة من دار رعاية الفتيات، وتم تخريجهن في احتفاليات داخل السجن والدور.

وأضافت: «استوعب مصنع وزارة الدفاع السعودية للملابس العسكرية في محافظة الخرج نحو ١٥٠ من خريجات الكلية التقنية في الرياض يعملن على تجهيز الملابس العسكرية لمنسوبي الوزارة، ويعملن على حياكة البدل العسكرية المكونة من (الجاكيت والتيشيرت الداخلي والبنطلون والبرنيطة)، ومن المتوقع أن تفتح وزارة الدفاع مصانع جديدة لاستيعاب الخريجات من الكليات التقنية.

يذكر أن كلية التقنية للبنات في الرياض أهلت ١٦٠٦ خريجات لسوق العمل خلال ثلاثة أعوام تم تسليمهن وثائق التخرج الأربعاء الماضي بحضور الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز ومشاركة المهتمات وأمهات الخريجات.