قتل قياديان من تنظيم القاعدة خلال حملة عسكرية شنتها القوات الأمنية العراقية، السبت، لفرض سيطرتها على محافظة الأنبار، وذلك بعد قطع مجموعات مسلحة طرق دولية تربط المنطقة بالحدود السورية والأردنية.
وقالت قيادة عمليات الأنبار لـ"سكاي نيوز عربية" إن اشتباكات "عنيفة" اندلعت بين الجيش العراقي و"مجاميع مسلحة" في مدينة راوه غربي الأنبار، بعد بدء العملية التي أطلق عليها اسم "الشبح".
في غضون ذلك،ذكرت وزارة الدفاع أن من يسمى بـ"آمر ولاية الجنوب" في "دولة العراق الإسلامية" الذي يمثل جناح "تنظيم القاعدة" في العراق علي حسين العزاوي، و"آمر الفاروق" في محافظة صلاح الدين، عثمان الدايني، قتلا في عملية عسكرية "خاطفة".
وأكدت قيادات الأمن العراقية أنها ستوسع العملية العسكرية البرية المصحوبة بالدعم الجوي لإنهاء سيطرة المجموعات المسلحة.
وقال الفريق الركن علي غيدان "أطلقنا اليوم عملية أمنية كبيرة لملاحقة عناصر القاعدة الذين يقومون بعمليات خطف وتهديد للقوات الأمنية والمواطنين"، مشيرا إلى أن العملية تشمل صحراء الأنبار ووادي حوران والقائم والكعرة ومكر الذيب.
ونفذت القوات الأمنية إنزالا جويا في مدينة الرطبة شمالي مدينة الرمادي، حيث تمكنت من اعتقال 5 أشخاص قالت إنهم ضالعون في أعمال عنف شهدتها المنطقة في الأيام الماضية.
وتأتي هذه العملية في ظل تزايد المخاوف من انزلاق العراق مجددا إلى الصراع الطائفي، لاسيما بعد أكثر من 5 أشهر على اندلاع احتجاجات مناهضة للرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عدد من المحافظات ذات الأغلبية السنية.
وأعقبت تلك الاحتجاجات موجة من أعمال العنف كان آخرها مقتل 7 جنود عراقيين في اشتباكات مع مسلحين الخميس الماضي في الكرمة بالأنبار وفي التاجي قرب بغداد، كما هوجمت في الأيام الماضية تجمعات سنية وشيعية.
وقتل أكثر من 300 شخص في أعمال عنف خلال الأسبوع الماضي، وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 700 قتلوا في أبريل الماضي، وهو أكبر عدد من القتلى في شهر واحد منذ نحو خمس سنوات.
وفي محاولة لاحتواء التوتر المذهبي، أقيمت في عدد من المدن العراقية صلاة جمعة "موحدة" بين السنة والشيعة بعد دعوة من المالكي، ووفقا لمراقبين فإن بعض تلك الصلوات حملت رسائل سياسية.
ففي بغداد كانت الصلاة بدعم حكومي، أما في الأنبار فانقسم المشاركون إلى داعمين لانفصال الإقليم وآخر يرى في انتهاء ولاية حكومة المالكي نهاية للأزمة.
جدير بالذكر أن الصراع في سوريا زاد الضغط على التوازن الطائفي الهش في العراق، وأثار مخاوف من عودة البلاد إلى العنف الطائفي الذي شهدته في 2006 و2007.