يميل الناخب الإيراني من أصل عربي إلى اعطاء صوته لمرشحي التيار الإصلاحي أو المعتدل مفضلا إياهم على المرشحين الأصوليين المتشددين اعتقادا أن المعتدلين أقرب بطبيعة الحال من الأقليات المهمشة وأكثر تفهما لمطالبهم إذا ما فاز أحدهم بالانتخابات الرئاسية التي تنطلق يوم 14 يونيو.

يقول عرب إيران إن عددهم يتجاوز الخمسة ملايين نسمة ولكن لا توجد إحصائية دقيقة يمكن الارتكاز عليها لتحديد بدقة نسبة الإيرانيين العرب إلى مجمل سكان إيران الذي يتجاوز عددهم 75 مليون نسمة.

"يبدو أن اصوات الناخبين في خوزستان لن تتوظف بشكل واضح لصالح مرشح أو آخر وقد يكون هناك تشتيت لأصوات الناخبين العرب في المنطقة"، كما يقول مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية محمد صالح صادقيان لسكاي نيوز عربية.

"لكن المؤشرات تدل على أنه، وبرغم هذا التشتيت، ربما يحصل المرشح المعتدل حسن روحاني على أغلبية الأصوات العربية، فالعرب كانوا دائما يميلون إلى المرشح المعتدل وظهر ذلك عندما أيدوا محمد خاتمي والذي فاز في انتخابات عام 1997 بنسبة 70 بالمائة من أصوات الناخبين"، حسب صادق.

وحسن روحاني هو المرشح المعتدل الوحيد بعد انسحاب محمد عارف من بين 6 مرشحين يتنافسون في سباق الرئاسة الإيرانية الذي سينطلق يوم الجمعة 14 يونيو يمثلون الأسماء التي وافق مجلس صيانة الدستور على ترشحها، وهم علي ولايتي ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي وحسن روحاني وسعيد جليلي ومحمد غرضي.

ويؤكد الخبير أن هذا الميل يعود إلى أن "العرب يعتقدون أن المرشح المتشدد لا يخدم مصالحهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية واعتقادا منهم أنه يمكنه أن يلبي مطالبهم ".

ولم تعد المطالب القديمة كالحفاظ على اللغة والزي هي المطالب التي يركز عليها المواطن الإيراني العربي حيث إن اللغة العربية هي اللغة الثانية في إيران بموجب الدستور الإيراني، كما يؤكد صادقيان.

"هناك الآن مشاكل أخرى، حيث إن منطقة خوزستان مهمشة للغاية وبها مشاكل اقتصادية بسبب الفقر ومشاكل البنية التحتية متعددة وتعاني من الإهمال ولا تتمتع بأي من الخدمات الأساسية"، حسب الخبير.

ويشير إلى أن "محافظة خوزستان ممثلة في مجلس الشورى الإيراني بأكثر من 10 مندوبين عرب".

يتمركز غالبية عرب إيران في محافظة خوزستان، شمال غرب البلاد، وعاصمتها الأحواز، أو الأهواز بالفارسية. وبحسب إحصاء تعداد السكان لعام 2006، بلغ عدد سكان مدينة الأحواز، أكبر مدينة في المحافظة، نحو 1،9 مليون نسمة.

عند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم اسم "الأحواز" وهو نابع من كلمة "حيازة"، وكان الفرس يطلقون اسم "خوزستان" على جزء من الإقليم، وهو يعني بلاد القلاع والحصون. وسمي به الإقليم مرة أخرى بعد الاحتلال الإيراني بأمر من رضا شاه عام 1925، كما كان يطلق عليه أيضا اسم "عربستان" أي القطر العربي أو أرض العرب.

ويضيف أنه "منذ إرساء النظام الانتخابي الحالي منذ 30 سنة وهناك دائما مندوبون من القومية العربية وكذلك من الأكراد حيث إن التمثيل في مجلس الشورى يتم بناء على المناطق وليس على أساس عرقي".

ويقول صادقيان أن توجه الناخب الإيراني الكردي هو نفس توجه الإيرانيين العرب حيث إن "كونهم أقلية قومية فهم لا يميلون إلى المتشددين بل إلى المعتدلين من أجل تحقيق مطالبهم وتفهم أحوالهم".