قضت المحكمة الابتدائية في ولاية بن عروس (شمال شرق) الخميس بسجن فنان الراب التونسي الشهير علاء اليعقوبي المعروف باسم "ولد الكانز" عامين نافذين من أجل اغنيته "البوليسية كلاب" المعادية للشرطة التونسية.

ومثل "ولد الكانز" أو "ابن ال 15 عاما" أمام قاضي المحكمة بحالة سراح وقد تم ايداعه السجن إثر صدور الحكم مباشرة.

وفور نطق القاضي عربي الخميري بالحكم، علا الصراخ في قاعة المحكمة فتدخلت الشرطة بشكل قاس وأخلت القاعة من فناني راب ومدونين وأصدقاء علاء اليعقوبي الذين احتجوا على حبسه.

وطاردت الشرطة بعض المحتجين إلى خارج المحكمة واعتدت عليهم بالضرب المبرح.

واعتدت الشرطة بالضرب على المدونة المعروفة لينا بن مهني، والصحافي أمين مطيراوي الذي يعمل مع موقع "نواة" التونسي وطرحتهما أرضا.

وقال موقع نواة ان الشرطة هشمت كاميرا الصحافي.

وتبادل المحتجون وعناصر الشرطة اتهامات باستعمال قوارير الغاز المشل للحركة خارج المحكمة.

وقال صحافيون ان الشرطة "عادت الى استعمال العنف الوحشي" الذي كانت تمارسه في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وأوقفت الشرطة الصحافية هند المؤدب بعدما احتجت على الحكم القضائي وقالت (داخل المحكمة) إن "البوليسية كلاب".

ومطلع آذار/مارس 2013 نشر ولد الكانز (25 عاما) على يوتيوب اغنية "البوليسية كلاب" التي أثارت سخط الشرطة في تونس.

وقد وجهت اليه النيابة العامة تهم "المؤامرة الواقعة للتعدي على الموظفين بالعنف" بحسب الفصل 120 من القانون الجزائي التونسي و"المشاركة في عصيان" (الفصل 121) و"هضم جانب (حق) موظف عمومي (..) بالقول أو الإشارة أو التهديد حال مباشرته لوظيفته" (125) و"نسبة أمور غير قانونية لموظف عمومي" (128) "التجاهر عمدا بفحش" و"الاعتداء علنا على الأخلاق الحميدة أو الآداب العامة (226 مكرر).

ويوم 12 آذار/مارس الماضي أعلن ولد الكانز انه لن يسلم نفسه للقضاء بعدما تلقى "تهديدات" بالقتل من رجال شرطة.

وفي 21 آذار/مارس 2013 قضت محكمة بن عروس الابتدائية غيابيا بحبس علاء اليعقوبي وأربعة فناني راب آخرين عامين مع النفاذ.

كما اصدرت في اليوم نفسه حكما بالسجن 6 اشهر مع وقف التنفيذ بحق الممثلة صابرين القليبي والمصور محمد الهادي بلقايد حسين على خلفية مشاركتهما في انتاج فيديو كليب اغنية "البوليسية كلاب".

وفي 26 نيسان/ابريل الماضي قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في حق الفنانين الاربعة الآخرين الذين يلاحقون مع اليعقوبي بعدما اعترض محاميهم على الحكم وأثبت أنهم لم يشاركوا في انتاج أغنية "البوليسية كلاب".

وفي العاشر من الشهر الحالي اعلن "ولد الكانز" أنه سيسلم نفسه للعدالة.

وقال المحامي غازي مرابط ان الاركان القانونية للجرائم المنسوبة إلى علاء اليعقوبي غير متوفرة معتبرا انه لا يمكن تطبيق هذه الجرائم على عمل فني.

وأثارت اغنية "البوليسية كلاب" غضب الشرطة في تونس التي تعد 65 الف رجل امن بحسب احصائيات رسمية اعلنتها وزارة الداخلية سنة 2012.

ويقول "ولد الكانز" في احدى مقاطع الاغنية "تعتقلوننا من اجل المخدرات وانتم من تدخلونها وتبيعونها ثم تحملوننا الى السجن، يا بوليسية (..) يا كلاب".

ويضيف "في العيد أحب ان اذبح بوليسا بدل العلوش (الخروف)".

وتضمن فيديو كليب الاغنية صورا لسيارات امن وعناصر شرطة يقمعون متظاهرين.

كما تضمن صورة لعلاء يؤدي مقطعا من اغنيته قبالة مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس.

وكلما يردد المغني عبارة "البوليسية كلاب" تتعالى اصوات نباح كلاب.

وقال ولد الكانز "استعملت في الاغنية نفس العبارات التي تستعملها الشرطة عند التخاطب مع الناس (..) خاطبتهم بنوع من الفن العنيف وباللغة التي يتكلمون بها معنا".

وأضاف "على الشرطة احترام المواطنين حتى يحترموها".

وذكر بانه سبق له دخول السجن بعد "الثورة" التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بسبب غناء الراب.

وفي عهد بن علي كانت الشرطة الجهاز الاكثر فسادا وقمعا في البلاد بحسب تقارير منظمات غير حكومية تونسية وأجنبية.

وشرعت وزارة الداخلية بعد الاطاحة ببن علي في برنامج لاصلاح جهاز الامن.