كادت مجموعة من "المحتسبين" تفسد ليلة افتتاح معرض الفنان أحمد فلمبان الشخصي الـ 14 " المجتمع.. ذكوري" بفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة مساء أول من أمس، حيث فوجئ رواد المعرض بمجموعة من المحتسبين يدخلون صالة العرض وهم يستفسرون عن أمسية موسيقية في الجمعية، بينما لم يكن فيها من نشاط سوى المعرض التشكيلي ونشاط آخر للجنة المسرح.
ودار حوار وسط تذمر واحتجاج الحضور، بينهم وبين سكرتير الجمعية الفنان محمد عسيري الذي طالبهم بإظهار هويتهم الرسمية، وما إذا كانوا مكلفين بهذه المهمة، وبدورهم طالب المحتسبون بإظهار التصريح الذي يسمح للجمعية بتنفيذ نشاط مسرحي، ليبلغهم عسيري أن الجمعية مؤسسة رسمية ولها شخصية اعتبارية ولا يلزمها تصاريح لنشاطاتها، وإنها هي من يمنح التصاريح لأي معرض في مدينة جدة، لينتهي الموقف عند هذا الحد، ويفتتح مدير عام الإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام الدكتور سعود كاتب المعرض وسط حضور نوعي من الفنانين والإعلاميين، وذلك بالتزامن مع توقيع فلمبان كتابه "ذاكرة على السطح" بصالة عبد الحليم رضوي.
وأثناء جولته في المعرض تحدث كاتب عن القيمة الفنية لأعمال الفنان وثراء تجربته، حيث لا يستطيع إيصال أفكاره بكثير من المقالات المكتوبة، بينما تمكن من خلال لوحة تشكيلية نقل هذه الأفكار وإشاعتها، مضيفا: أن أهمية الفنون التشكيلية تأتي من أنها تحمل لغة عالمية لا تحتاج إلى وسيط لكي تفهمها. كما أشار كاتب إلى أن المجتمعات تهتم اليوم بالعلوم الطبيعية وتهمل التخصصات الفنية التي ترفع من ثقافة ووعي المجتمع.
إلى ذلك وصف مسؤول الإعلام بفرع الجمعية في جدة، سهيل طاشكندي، وجود المحتسبين بأنه زيارة ودية، "وليس لدينا تحفظ على مثل هذه الزيارات" وقال: نرحب بهم في أي وقت، ولم يتسببوا في مضايقة أي أحد، واكتفوا بالاطلاع على محتويات المعرض، ولم يحدث أي احتكاك معهم باستثناء الرد على أسئلتهم من طرف سكرتير الجمعية، مؤكدا أن زيارتهم المفاجئة عادية جدا.
من جهته اعتبر أحمد فلمبان حضور" المحتسبين" للمناصحة أمرا عاديا، ولا يثير مشكلة، مضيفا: جاؤوا وفي ظنهم أن نشاطا موسيقيا يقدم في الجمعية، ولعلهم اشتبهوا بالنشاط المسرحي، لأنهم لم يسألوني عن المعرض ولم يتحدثوا عنه.