الغى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الخميس رحلة الى الخارج للبقاء في جنوب افريقيا حيث يبدو ان نلسون مانديلا (94 عاما) يحتضر في احد مستشفيات بريتوريا، ودعا السكان الى الصلاة لبطل النضال ضد اللفصل العنصري وعائلته.

وهي المرة الاولى التي يعدل فيها رئيس جنوب افريقيا برنامج عمله منذ نقل مانديلا الى المستشفى في الثامن من حزيران/يونيو.

وطوال الليل وضع مواطنون شموعا صغيرا امام ميديكلينيك هارت هوسبيتال، تعبيرا عن امتنانهم وحبهم لرئيسهم السابق.

وقال الزعيم القبلي في مسقط رأس الرئيس السابق نابيليسي مانديلا بعد زيارته نلسون مانديلا مساء الاربعاء انه لم يعد قادرا على التنفس بدون مساعدة صناعية.

وقال لوكالة فرانس برس "نعم انه يستخدم اجهزة للتنفس". واضاف "انه امر محزن لكن هذا كل ما نستيطع ان نفعله".

اما زوما، فقد امتنع عن الدخول في تفاصيل التقرير الذي قدمه له الاطباء مساء الاربعاء خلال زيارة قصيرة قام بها الى المستشفى حوالى الساعة 22,00 (20,00 تغ)، في وقت متأخر عن العادة في المواعيد في البلاد.

واكتفى زوما بالقول في بيان ان مانديلا "ما زال في حالة حرجة" واعلن عن الغاء زيارة كان من المقرر ان يقوم بها الى موزمبيق، قبل ساعة واحدة فقد من موعد الرحلة.

وقال الناطق باسمه ماك ماهاراج للتلفزيون العام "في الساعات ال48 الماضية شهدت صحة مانديلا مزيدا من التدهور (...) وبعد زيارة الاطباء وتقريرهم قرر الرئيس ارجاء رحلته الى موزمبيق".

وقبل ساعات من ذلك صرح زوما امام نقابيين انه يأمل في الاحتفال بعيد ميلاد مانديلا الخامس والتسعين في 18 تموز/يوليو لكنه دعا الى "ابقائه مع اسرته في افكارنا وصلواتنا في كل دقيقة".

ويعاني اول رئيس اسود لجنوب افريقيا الذي يعد مؤسس المؤسسات الديموقراطية القائمة حاليا من التهاب رئوي حادة اصيب بها مرارا نتيجة لسجنه 27 عاما في عهد نظام الفصل العنصري (ابارتايد) خلال نضاله ضده.

وحتى ساعات الصباح الاولى لم تتسرب اي معلومات جديدة عن برنامج زوما اليوم ولا عن الاجراءات التي اتخذتها عائلة مانديلا.

واصبح عمل عشرات من وسائل الاعلام التي تتمركز تحت نوافد المستشفى يقتصر على مراقبة القادمين الى المستشفى والذين يغادرونها، بينما يمنعها شرطيون من الاقتراب من كل المداخل.

وفي الداخل تقيم غراسا ماشيل زوجة مانديلا التي لا تغادره اطلاقا بينما تتواصل الرئاسل القادمة من جميع انحاء العالم.

فقد صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في خطاب في نيويورك في الذكرى الخميس لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية التي حل محلها الاتحاد الافريقي اليوم "اعرف ان افكارنا وصلواتنا اليوم مع نلسون مانديلا وعائلته وكل شعب جنوب افريقيا والناس الذين شكلت حياته مصدر الهام لهم".

اما وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون، فقد كتبت على حسابها على تويتر انها "تصلي لصديقنا العظيم ماديبا وعالته وبلده في هذه الفترة الصعبة".

ويأتي ذلك بينما بدأ الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء اول جولة افريقية منذ وصوله الى البيت الابيض، لكن الحالة الصحية لمانديلا ستسرق الاضواء منها.

وبعد ان افرج عنه في 1990 تلقى في 1993 جائزة نوبل السلام مع اخر رئيس لنظام الفصل العنصري فريديريك دو كليرك لتفادي حرب اهلية قال كثيرون ان لا مفر منها.

ومانديلا اول رئيس اسود لجنوب افريقيا بين عامي 1994 و1999، غادر السلطة قاطعا الكثير من وعود التغيير التي يجد حزبه المؤتمر الوطني الافريقي اليوم صعوبات في تحقيقها.

ولم يظهر علنا منذ المباراة النهائية لكاس العالم لكرة القدم في تموز/يوليو 2010 في جوهانسبورغ.