شدد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب على ضرورة فرض تطبيق شروط البناء المقاوم للزلازل على جميع المباني الحديثة، حماية للأرواح وحفاظاً على الممتلكات، مؤكداً عدم اكتفاء التعهد والالتزام، إذ يتوجب على فرق المراقبة والتفتيش متابعة التنفيذ.

ووجه الدكتور نواب خلال حديثه إلى «الحياة» الجهات المسؤولة بضرورة فرض تطبيق شروط البناء المقاوم للزلازل على كل المباني الحديثة، وبخاصة المباني من الدرجة الأولى للجزء الغربي من السعودية والجزء الشرقي وفي المدن الكبرى كالرياض، حائل، وتبوك، والجزء الشرقي في الدمام والخبر، والجزء الغربي في مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، الباحة، وجازان، إذ إن جميع هذه المناطق توجد فيها كثافة سكانية.

وأوضح أن معايير البناء أصدرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، ويجب على أمانات المدن والبلديات عدم إعطاء تصريح للبناء من دون الالتزام بالمعايير المقاومة للهزات الأرضية، ولا يكفي التعهد والالتزام، إذ يتوجب على فرق المراقبة والتفتيش أن تتابع التنفيذ والتطبيق، لأن فيه حماية للأرواح، وحفاظاً على الممتلكات، كما يحدث في الدول المتقدمة.

وأضاف «الجزيرة العربية متحركة ديناميكياً منذ ملايين الأعوام، وهي تتحرك إلى اللحظة التي نعيش فيها باتجاه الشمال الشرقي، والحركة تصاحبها هزات واصطدامات بين الصفائح، كما يوجد حزام زلزالي ممتد على طول ساحل البحر الأحمر، والمركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة يرصد ويسجل على مدار اليوم وخلال الأسبوع هزات أرضية، بيد أن هذا الحزام ليس من الأحزمة العنيفة مثل الأحزمة الزلزالية في اليابان أو في أميركا الجنوبية أو في الفيليبين أو إندونيسيا».

وقال إن الأحزمة الزلزالية الموجودة على ساحل البحر الأحمر كثيرة ومنها أحزمة غير محسوسة لكنها مسجلة، ويعتقد البعض أن مكة المكرمة والمدينة المنورة بمنأى عن الزلازل، بيد أنهما معرضتين لحدوث الزلازل، والمدينة المنورة حدثت فيها زلازل تاريخية مسجلة ومعروفة لكنها ليست عنيفة.

وحول سرعة انتقال أخبار حدوث الزلازل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الجماعي، أوضح أنه من المهم أن يكون لدى المواطن والمقيم ثقافة ووعي جيد عن حدوث الزلازل، وعليهم أن يفهموا جيداً أن هذه الظاهرة موجودة منذ ملايين الأعوام، فالمسافر من مكة إلى المدينة يرى جملة من حقول الحرات البركانية التي هي المناطق الصخرية السوداء بركانية الأصل، مبيناً أن الشخص دقيق الملاحظة الذي لديه شيء من الخبرة يستطيع أن يميز عدداً من فوهات البراكين القديمة في هذا الطريق، وهي عبارة عن جبال سوداء مثلثة الشكل وفوقها فوهة، إذ إن هذه كلها براكين قديمة.