إتهمت الولايات المتحدة روسيا بإعطاء "منبر للدعاية" للمستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية والمتهم بتسريب معلومات استخبارية إدوارد سنودن.
وقد إتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أن التقى سنودن جماعات ناشطة في حقوق الإنسان في مطار موسكو، في أول ظهور له منذ قدومه من هونغ كونغ قبل ثلاثة أسابيع.
وتتهم السلطات الأمريكية سنودن بتسريب معلومات استخبارية أمريكية سرية.
وقال سنودن إنه يطلب اللجوء في روسيا كي يتمكن من السفر إلى أمريكا اللاتينية حيث منح حق اللجوء.
بيد أن المتعاقد السابق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ظل عالقا في منطقة الترانزيت في مطار شيريميتيفو الروسي، وتفيد تقارير أنه مقيم في فندق المطار منذ وصوله من هونغ كونغ في 23 يونيو/حزيران.
ولم تتوفر بعد تفاصيل المحادثة بين الرئيسين، بيد أن البيت الأبيض أكد مناقشة قضية سنودن.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن "منح سنودن منبرا للدعاية يأتي مناقضا لتصريحات الحكومة الروسية السابقة بشأن حيادها".
واضاف كارني "كما لا تتناسب مع التأكيدات الروسية بأنها لا تريد أن يتسبب سنودن بمزيد من الضرر للمصالح الأمريكية".
وكان موقف الكرملين يرى أنه يمكن لسنودن البقاء في روسيا مادام متوقفا عن تسريب أي معلومات سرية عن برامج الرقابة الأمريكية.
وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف " فرضيا، يمكن لسنودن أن يبقى في روسيا، إذا، أولا ، توقف كليا عن النشاطات التي تؤذي شركائنا الأمريكيين والعلاقات الروسية الأمريكية، وثانيا، اذا تقدم بطلب بذلك بنفسه".
وكان سنودن تقدم بطلب اللجوء السياسي إلى 21 دولة على الأقل، رفض معظمها طلبه، عدا بوليفيا ونيكاراغو وفنزويلا التي أعلنت انها قد تقبله.
ولن يتمكن سنودن من مغادرة منطقة الترانزيت دون وثائق لجوء رسمية أو جواز سفر أو سمة دخول روسية، وتفيد التقارير بأنه لا يمتلك ايا من هذه الوثائق.
ومن المحتمل أن تغلق بعض البلدان الأوروبية أجواءها بوجه أي طائرة يشك في أن سنودن على متنها.
وقال سنودن في تصريحات الجمعة إنه قبل رسميا أي دعم أو عرض لجوء تلقاه "وكل ما قد يتلقاه في المستقبل".
بيد أنه أضاف أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية " قد أظهرت رغبة للقيام بأفعال خارج القانون".
وكانت طلبات اللجوء والانتقادات لمزاعم قيام الولايات بالتجسس على حكومات أمريكا اللاتينية على جدول أعمال اجتماع ممثلي كتلة التعاون التجاري لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) في الأوروغواي.
وقد أجبرت طائرة الرئيس البوليفي إيفو موراليس العائدة إلى بوليفيا من موسكو على الهبوط في النمسا بعد أن منعتها فرنسا والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا من الطيران في أجوائها، بسبب ما يعتقد أنه شك في وجود سنودن على متنها.
وكان سنودن سرب آلاف الوثائق الاستخبارية الأمريكية السرية التي قادت إلى الكشف عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تحصل بشكل منهجي على كميات هائلة من المعلومات من الاتصالات الهاتفية والإنترنت.
كما أشارت إلى مزاعم بأن كل من الوكالات الاستخبارية البريطانية والفرنسية تقوم بعمليات تحصل من خلالها على كميات هائلة من المعلومات، وأن الولايات المتحدة قد تنصتت على اتصالات رسمية في الاتحاد الأوروبي.