غداة اغتيال محمد البراهمي، النائب في المجلس التأسيسي التونسي والمعروف بمواقفه المناهضة لحزب "النهضة" الحاكم ولحركة "الإخوان المسلمين"، أعلنت الرئاسة التونسية يوم الجمعة يوم حداد وطني، موضحة أنه سيتم تنكيس الأعلام.

وقد قال الرئيس المنصف المرزوقي إن "المسؤولين عن هذه المأساة يريدون أن يظهروا أن تونس ليست أرض سلام (...) وإن الربيع العربي فشل في كل مكان".

وقد اغتيل محمد البراهمي (58 عاما)، المنسق العام لـ "التيار الشعبي" (علماني) ظهر الأمس الخميس على يد مسلحين أطلقوا عليه 14 رصاصة في منزله بحي الغزلة بمحافظة أريانة المحاذية لتونس العاصمة. وكان أمينا عاما لحزب "حركة الشعب" الناصري الوحدوي العربي (مقعدان في البرلمان) الذي أسسه بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي. والحزب عضو في ائتلاف "الجبهة الشعبية".

وأفاد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم "الحركة الشعبية"، والتي تضم 11 حزبا بالإضافة إلى مفكرين مستقلين، أن مراسم دفن جثمان النائب السابق في المجلس التأسيسي ستنظم غدا السبت بمقبرة الجلاز الكبرى بتونس العاصمة، موضحا أنه سيدفن بالتحديد في المربع الذى دفن فيه شكري بلعيد، والذي اغتيل في 6 شباط/فبراير الماضي.

وكان الاتحاد العام التونسي للشغل دعا الخميس إلى إضراب وطني عام الجمعة "ضد الإرهاب والعنف وضد الاغتيالات". وقد استخدمت الشرطة التونسية مساء الخميس الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين أمام وزارة الداخلية طالبوا بإسقاط النظام. كما أن متظاهرين أضرموا النار في مقر حزب "النهضة" بولاية سيدي بوزيد، تنديدا باغتيال البراهمي.

وقد دعت "الجبهة الشعبية" الشعب التونسي إلى "الدخول في عصيان مدني سلمي في كافة المناطق حتى إسقاط الائتلاف الحاكم"، والذي تقوده "النهضة".

وقالت "الجبهة الشعبية": هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في وضح النهار والتي تستهدف مباشرة زعامات الجبهة الشعبية وكل الزعامات الوطنية والديمقراطية، يتحمل مسؤوليتها مرة أخرى الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة التي تدفع بسياستها المعادية لمصالح الوطن والشعب البلاد نحو الانهيار".

والتزاما بالإضراب العام الذي دعا إليه اتحاد الشغل، أعلنت الخطوط الجوية التونسية إلغاء كافة رحلاتها المبرمجة الجمعة من تونس وإليها. وقالت الشركة في بيان أصدرته مساء الخميس إنها "تعلم زبائنها الكرام بإلغاء كافة الرحلات المبرمجة من تونس وإليها ليوم الجمعة 26 تموز/يوليو.