قال زعيم حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونس يوم الخميس ان الحركة متمسكة بعلي العريض رئيسا للوزراء رافضا مطالب المعارضة بتعيين شخصية مستقلة في المنصب في خطوة قد تطيل الازمة السياسية التي تهز تونس منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي الاسبوع الماضي.

وقال راشد الغنوشي للصحفيين عقب لقاء مع الرئيس المنصف المرزوقي "نحن منفتحون على وفاقات جديدة.. ومتمسكون بعلي العريض رئيسا للحكومة."

وهذا الاسبوع قالت حركة النهضة التي تقود الحكومة انها منفتحة على حكومة وحدة وطنية للمساعدة في الخروج من الازمة.
وتطالب المعارضة العلمانية بحكومة انقاذ وطني يكون رئيس الوزراء فيها شخصية مستقلة.

وأجرت الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية مشاورات الخميس مع الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) لايجاد مخرج للازمة السياسية التي فجرها اغتيال نائب معارض بالبرلمان وأججها مقتل 8 عسكريين على الحدود مع الجزائر على يد مسلحين مجهولين.

وقال خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية للصحافيين ان علي العريض القيادي في حركة النهضة ورئيس الحكومة اجرى "لقاء مطولا" مع وفد من المركزية النقابية يقوده حسين العباسي الامين العام لاتحاد الشغل "لبحث الحلول للخروج من الوضع المتأزم..ومواجهة الارهاب".

ويطالب اتحاد الشغل بحل حكومة علي العريض وتشكيل حكومة "كفاءات" محدودة العدد رئيسها واعضاؤها مستقلون ويلتزمون بعدم الترشح للاستحقاقات الانتخابية القادمة، و"مراجعة كل التعيينات" الادارية التي باشرتها النهضة المتهمة باختراق مؤسسات الدولة في تونس.

كما يطالب بحل "رابطات حماية الثورة" وهي ميليشيات محسوبة على حركة النهضة تورطت في اعمال عنف استهدفت احزابا سياسية وصحافيين ونقابيين معارضين للحركة، وبتحييد المساجد والمؤسسات التعليمية عن التوظيف السياسي والحزبي.

وردا على سؤال لفرانس برس بشان موقف الحكومة من مطالب اتحاد الشغل، قال خليل الزاوية "عندما نضع الشروط عند سقف عال جدا لا يمكن الجلوس على طاولة الحوار".

ومنذ اغتيال محمد البراهمي (58 عاما) النائب المعارض الذي قتل بالرصاص في 25 يوليو/تموز الماضي امام منزله في العاصمة تونس تطالب المعارضة بحل الحكومة والمجلس التاسيسي (البرلمان) المنبثق عن انتخابات 23 اكتوبر/تشرين الاول 2011 وتشكيل "حكومة انقاذ وطني".

ورفضت الحكومة وحركة النهضة هذه المطالب واقترحت "توسيع" الحكومة وتشكيل حكومة "وحدة وطنية".

وتاججت الازمة السياسية في تونس إثر مقتل 8 عسكريين الاثنين الماضي في كمين نصبه لهم مسلحون مجهولون في جبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر.

واعلن مصدر رسمي ان المجموعة المسلحة قتلت الجنود الثمانية وسرقت لباسهم العسكري واسلحتهم ومؤونتهم الغذائية وذبحت 5 منهم.