يستعد مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لتنظيم تظاهرات جديدة في أنحاء متفرقة من البلاد اليوم، بعد ساعات من عودة التيار الكهربائي لأجزاء من ميدان رابعة العدوية، فيما دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب لمصالحة وطنية، وسط تكهنات بقرب فض الاعتصامات بالقوة.
ودعا "ائتلاف دعم الشرعية" الذي يضم أنصار مرسي مؤيديه اليوم الأحد للمشاركة بعشر مسيرات في العاصمة المصرية تحت شعار "الشعب يريد إسقاط الانقلاب"، كما دعا لعشرات المسيرات في أنحاء مختلفة من مصر.
وجاءت الدعوة بعد أن عاد التيار الكهربائي فجر اليوم لأجزاء من ميدان رابعة العدوية الذي يعتصم فيه مؤيدو مرسي.
وقال مراسل الجزيرة إن منظمي الاعتصام كانوا قد أعادوا التيار إلى بعض مناطق الميدان باستخدام مولدات الكهرباء، وإن مسيرة انطلقت من ميدان رمسيس باتجاه ميدان رابعة العدوية للانضمام إلى المعتصمين والتضامن معهم بعد انتشار خبر قطع الكهرباء.
وأضاف المراسل أنه لم يلحظ وجودا أمنيا طارئا قرب الميدان, لكنه أشار إلى أن انقطاع الكهرباء يأتي وسط تسريبات إعلامية عن احتمال تدخل قوات الأمن لفض اعتصامي رابعة والنهضة تنفيذا لما تعهدت به السلطة القائمة مؤخرا.
ووفق المراسل أيضا, وسّعت لجان تأمين ميدان رابعة نطاق تمركزها, وأقامت حوائط خرسانية عند بعض المداخل تحسبا لاقتحام محتمل من الشرطة أو من قوات الصاعقة التابعة للجيش.
تخويف
من جهته, قال القيادي بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي للجزيرة إن الكهرباء قُطعت بينما كان المصلون يتأهبون لصلاة الفجر, وأضاف أن هذا "التخويف" لن يكسر صمود المعتصمين الذين لن يغادروا الميدان حتى لو تعرضوا للرصاص، على حد تعبيره.
وأشار البلتاجي إلى أن قطع الكهرباء عن الميدان يمثل خطوة سبق أن وقعت في أحداث مجزرة الحرس الجمهوري، وأضاف أن المعتصمين استعملوا المولدات الكهربائية لإنارة أجزاء من الميدان.
وهذه هي المرة الأولى أن تنقطع الكهرباء عن أحد الميدانين الرئيسيين اللذين يعتصم فيهما أنصار مرسي منذ نحو ستة أسابيع.
واستمر اعتصام مؤيدي مرسي في ميدان النهضة بالجيزة للمطالبة بعودة الشرعية، وتخلل الاعتصام احتفالات كبيرة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
وفرضت عناصر من الجيش والشرطة أطواقا أمنية حول الطرق المؤدية إلى مقري الاعتصام، وأغلقت بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية شارع يوسف عباس الرئيسي المؤدي إلى مسجد رابعة.
كما دفعت بآليات مدرعة لمنع المظاهرات من الامتداد إلى البنايات العسكرية المجاورة، وعززت وجودها حول مقار الحكومة والبرلمان والوزارات الحيوية والبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية بمناطق وسط القاهرة، حيث تهدد الحكومة الانتقالية التي شكلها العسكريون بفض اعتصامي مؤيدي مرسي بالقوة بعد عيد الفطر الذي ينتهي مساء الأحد.
وضاعفت الأسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي محاولات الوساطة بين الجانبين في الأيام العشرة الماضية من دون جدوى، خشية وقوع مواجهة دامية، بعد أن قتل أكثر من 250 شخصا معظمهم من مؤيدي مرسي خلال شهر واحد في صدامات مع قوات الأمن وأنصار السلطة الجديدة في مصر.
دعوة للمصالحة
في هذه الأثناء دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب لمصالحة وطنية، وأكد أنه دعا كل الأطراف لمشاورات غدا الاثنين للتوصل إلى حل.
وذكرت صحيفة الأهرام الحكومية أن "مشيخة الأزهر ستبدأ غدا إجراء سلسلة اتصالات ومشاورات مكثفة مع عدد من أصحاب مبادرات المصالحة الوطنية تمهيدا لعقد اجتماع موسع للخروج من المأزق السياسي الراهن".
ونقلت الصحيفة عن محمود العزب مستشار شيخ الأزهر قوله إن "الأزهر بدأ في دراسة جميع مبادرات المصالحة التي تقدمت بها رموز سياسية وفكرية مصرية في الأسابيع الماضية لدراسة ما ورد بها من أفكار ومقترحات لإنهاء الأزمة والوصول إلى صيغة توافقية يرتضيها جميع المصريين".
لكن احتمال أن توافق جماعة الإخوان المسلمين على هذه المبادرة ضئيل، بعدما وقف شيخ الأزهر في صف الفريق أول عبد الفتاح السيسي في عزله للرئيس مرسي.
وكانت الحكومة المؤقتة قد أعلنت انتهاء جهود الوساطة، وأشار رئيس الوزراء حازم الببلاوي في كلمة له إلى أن الوقت ينفد أمام معتصمي رابعة والنهضة.