خرج آلاف المتظاهرين في العاصمة التونسية في مسيرة تطالب برحيل الحكومة الائتلافية التي يهيمن عليها حزب النهضة الاسلامي، الذي يخوض مفاوضات مع المعارضة العلمانية هدفها نزع فتيل الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد.

وشارك في مظاهرة السبت، التي كان من المفروض ان تعلن انطلاق اسبوع من الاحتجاجات (اطلق عليه "اسبوع الرحيل") ضد حزب النهضة، حوالي عشرة آلاف متظاهر حسب تخمينات الشرطة، وهو عدد يقل بكثير عن المئة الف الذين خرجوا الى شوارع العاصمة في وقت سابق من الشهر الجاري للاحتجاج على سياسات الحكومة.

وتأتي هذه الحملة بعد أن فشلت وساطة الاتحاد العام التونسي للشغل في تقريب مواقف حركة النهضة مع المعارضة.

وهتف المتظاهرون "بسقوط النظام"، مستخدمين نفس الشعارات التي رددت ابان ثورة 2011 التي اطاحت بحكم الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي.

وكانت حركة الاحتجاج في تونس قد تصاعدت اواخر يوليو / تموز الماضي عقب اغتيال السياسي العلماني المعارض محمد البراهمي على يد متشددين اسلاميين، وهو ثاني اغتيال من نوعه بعد اغتيال الزعيم المعارض شكري بلعيد.

كما تشجع المعارضون بالاحتجاجات التي ادت الى عزل الحكومة المصرية السابقة التي كان يقودها الاخوان المسلمون في الشهر الماضي.

اضطرت الازمة السياسية المجلس التأسيسي الذي يعكف على صياغة دستور جديد للبلاد إلى تعليق عمله.

ومنذ ذلك الحين بدأ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة مشاورات مع الاتحاد العام التونسي للشغل بهدف اجراء مفاوضات مع المعارضة العلمانية للوصول الى حل للازمة.

وترفض احزاب المعارضة حتى الان عرضه لان تشرف حكومة انتقالية على انتخابات جديدة وذلك لانه يريد ان يتولى رئاستها عضو من حزبه. ويعتزم الاتحاد العام للشغل الاستمرار في جهود الوساطة هذا الاسبوع.

ونقلت وكالة رويترز عن متظاهرة تدعى نجاة بريسي قولها إنها تدعم طلب المعارضة لتنحي الحكومة وافساح المجال امام تعيين حكومة انتقالية محايدة للاشراف على انتخابات جديدة.

واضافت قائلة "نحن نعاني منذ وصول النهضة للسلطة..نعاني بشدة من ارتفاع تكاليف المعيشة. لم يعد هناك اي شعور بالامن. نعيش في خوف من الارهابيين."

وزادت الهجمات والتحريض من السلفيين المتشددين منذ وصول الحكومة التي يقودها الاسلاميون الى السلطة في اواخر 2011 وكان تهاون الحكومة الواضح في الرد مبعثا رئيسيا للشكوى من احزاب المعارضة.

لكن الحكومة اتخذت اجراءات مشددة هذا العام بعد ان اغتال متشددون اسلاميون مشتبه بهم كلا من بلعيد والبراهمي، وبدأ مسلحون متشددون في الاشتباك مع الجيش وقتلوا جنودا غربي البلاد.