ابدى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث الى وكالة فرانس برس اليوم الاربعاء ثقته بان مجلس الامن الدولي لن يصدر قرارا حول نزع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح باللجوء الى القوة لتنفيذ القرارات الدولية.

 

وياتي ذلك في خضم جدل بين موسكو والدول الغربية حول القرار الذي يفترض ان يصدر عن مجلس الامن لوضع آلية لنزع الاسلحة الكيميائية السورية، اذ تؤكد موسكو ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف في نهاية الاسبوع الماضي بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري يشير الى صدور قرار اول ينظم عملية جمع الاسلحة وتدميرها، وفي حال لم يتم الالتزام بالعملية، يتم اللجوء الى قرار ثان يتضمن تدابير ملزمة. في المقابل، تطالب واشنطن ولندن وباريس ب"قرار حازم وملزم" يصدر فورا عن مجلس الامن.

وقال المقداد ردا على سؤال حول موقف بلاده من هذا الجدل، "اعتقد انها كذبة كبيرة تستخدمها الدول الغربية. نعتقد انه (الفصل السابع) لن يستخدم بتاتا. لا مبرر لذلك، والاتفاق الروسي الاميركي لا يتضمن اي اشارة الى هذا الامر".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد الثلاثاء ان القرار الذي يفترض ان يصادق على قرار نزع الاسلحة الكيميائية السورية وانضمام دمشق الى المعاهدة الدولية لحظر هذه الاسلحة "لن يكون تحت الفصل السابع"، مضيفا "هذا ما قلناه بوضوح في جنيف".

وعن موقف بلاده من مضمون تقرير الامم المتحدة الذي اكد استخدام غازات سامة في هجوم على ريف دمشق في 21 آب/اغسطس، قال المقداد "لا جديد بالنسبة الينا في هذا التقرير، لاننا منذ البداية قلنا انه تم استخدام غاز السارين وسلمنا تقارير مع ادلة ملموسة مصدقة من طاقمنا الطبي وخبرائنا في المواد الكيميائية".

وتابع في المقابلة التي اجريت معه باللغة الانكليزية "لا اريد ان احكم على التقرير، لكنني اؤكد مرة جديدة ان سوريا لم تستخدم ولن تستخدم الاسلحة الكيميائية ضد شعبها".

وردا على سؤال حول موافقة دمشق على الانضمام الى المعاهدة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية، قال "كل عمل تقدم عليه سوريا ستعلق عليه الدول الغربية وكاننا في وارد استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبنا. اننا نقول لهم، خذوا هذه الاسلحة، وافعلوا بها ما شئتم. لم نعد نريدها".

واكد ان هذه الخطوة "عمل صادق من جانب الحكومة السورية لوقف مثل هذه الاتهامات"، معتبرا ان الاتهامات يجب ان تتجه الى اسرائيل التي لم تنضم الى المعاهدة.

واوضح ان السلطات السورية ستسعى "الى تطبيق معاهدة الحظر في اسرع وقت ممكن بموجب الآليات التي تنص عليها المعاهدة. كما انها ستتخذ اجراءات اضافية لتطبيقها".

وانتقد المقداد بشدة الحكومة الفرنسية، وقال ان الفرنسيين "لم يخونوا سوريا فحسب بل خانوا شعبهم ومبادءهم"، متهما اياهم بدعم جبهة النصرة والقاعدة و"كل الارهابيين الذين يريدون تدمير سوريا".

واشاد في المقابل بسياسة روسيا، حليفة النظام. وقال ان روسيا "دولة مهمة جدا للحياة السياسية الحالية، وهي صديقة لسوريا على عكس الفرنسيين وغيرهم".

وعبر الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه اليوم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وارهاب تكفيري تدعمه دول غربية واقليمية وعربية".