بدأت دائرة النقل في أبوظبي التطبيق التجريبي لأول حافلة تعمل بالطاقة الكهربائية في الامارة والتي ستدخل حيز التشغيل الفعلي في نهاية أكتوبر المقبل ولمدة ستة اشهر، حيث تم تخصيص حافلتين ضمن التجربة ستقوم كلاهما برحلات تجريبية احداها في ابوظبي والأخرى في الضواحي في بني ياس والمصفح، بهدف تقييم التجربة والوقوف على مدى فعالياتها وتحقيقها للاستدامة البيئية.

جاء اطلاق هذه المبادرة في اطار فعاليات المنتدى الأول للحافلات الذي تنظمه دائرة النقل بأبوظبي بالتعاون مع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء على مستوى المنطقة والعالم، والذين استعرضوا سبل تعزيز وتطوير خدمات النقل و التحديات التي تواجه ذلك.

وأوضح سعيد فاضل الهاملي نائب الرئيس لقطاع الحافلات في الاتحاد العالمي للمواصلات العامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومستشار قطاع النقل البري في دائرة النقل بأبوظبي، أن المنتدى الاول للحافلات يعد فرصة لتبادل الخبرات وعرض الأفكار والتجارب بما يدعم تطوير قطاع النقل والارتقاء بمستوى خدماته مع مراعاة تحقيقه للاستدامة البيئية، مشيرا الى اطلاق دائرة النقل للحافلة العاملة بالطاقة الكهربائية خلال فعاليات المنتدى، وأن هذه المبادرة تتماشى مع استراتيجية الدائرة في مجال " النقل المستدام" وتهدف الى التعرف عن كثب على عائد التكلفة الاجمالية للمشروع، والوقوف على المنافع التي تقدمها للجمهور من مستخدمي الخدمة، وكذلك تقييم افضل الخيارات والتقنيات التي تلائم طبيعة ومناخ ابوظبي، منوها الى أن هذه الحافلة تخضع خلال الفترة التجريبية وهي الستة أشهر لعملية تقييم متكاملة وشاملة.

تدريب السائقين

وأضاف أن الحافلة الكهربائية تماثل في شكلها الحافلة العادية إلا أنها عديمة الضوضاء وهي ميزة تهم كثيرا مستخدميها، بالإضافة للجانب المتعلق بالانبعاثات فهي تعمل بالكهرباء (100%) وتحقق الاستدامة البيئية بتقليلها للانبعاثات والتلوث، كما أن تكلفة تشغيلها أقل بكثير من الحافلة العادية، وذكر انه سيجري تدريب أربعة سائقين لدى الشركة المصنعة والوكيل الخاص بها في الدولة للقيام بتجربة الحافلة في سيناريوهات مختلفة ضمن المدينة، من حيث حالات التوقف والتحرك المتكررة ز

وكذلك على رحلات الضواحي، للتعرف بدقة على تأثير تشغيل تكييف الهواء على استهلاك البطارية، موضحا أن الحافلة من طراز " أنكي" الصينية الصنع، والتي تعتبر حافلة قياسية تعمل من خلال الطاقة الكهربائية فقط من خلال اعادة شحن البطارية والتي تعد الخيار الأكثر عمليا بالمقارنة مع الحلول الأخرى المتمثلة في تغيير البطارية أو تغيير مسار الحافلة، وتستهلك بطارية الحافلة ما يصل الى ( 80%) من قدرتها خلال 3 ساعات، و(99%) خلال اربع ساعات، حيث تستطيع قطع مسافة (200) الى (220) كيلومترا عندما تكون مشحونة بالكامل ومحملة بالركاب.

وأشار الهاملي الى ان الحافلة ستدخل نطاق التشغيل الفعلي في الاسبوع الاخير من شهر أكتوبر المقبل، حيث تم تخصيص حافلة داخل مدينة أبوظبي ستعمل على الخط رقم (5) الذي يربط بين ابوظبي مول ومارينا مول، وهو خط طويل وتطبيق التجربة من خلاله ستتيح الفرصة لاستخدام أكبر من قبل الجمهور كما سيعطي ذلك معلومات جيدة حول الاستخدام والاستهلاك للطاقة، اما الحافلة الثانية فسيتم تشغيلها في الضواحي لمناطق بني ياس أو المصفح بهدف تقييم التجربة في الأماكن الخارجية، منوها الى وجود محطة واحدة حاليا لتعبئة بطارية الحافلة بأبوظبي، ويجري العمل على تركيب أخرى في بني ياس، و أن العمر الافتراضي للبطارية هو من (7 الى 9 سنوات) وتعد هذه الحافلات أقل كلفة تشغيل لأن الأمر يرتبط بتغيير البطارية بعد انتهاء عمرها الافتراضي كما أن تكاليف صيانتها أقل.

وأشار الى أنهم قاموا مسبقا بتجربة حافلات تعمل "بالغاز الطبيعي" وأن تلك التجارب للطاقة البديلة يتم تقييمها ورفع نتائج ذلك في دراسة متكاملة للجهات المعنية بهدف رؤية الأفضل والأنسب للتطبيق بأبوظبي .

بدائل الوقود

يجري تنفيذ استراتيجية بدائل الوقود على خمس مراحل، تتضمن الاولى دراسة جودة الهواء وتقنيات التحكم بالتلوث الخاصة بالسيارات، والثانية تحليل دراسة المنافع مقابل التكلفة المتأتية من اعتماد بدائل الوقود بما فيها الحافلات العاملة بالطاقة الكهربائية وخلايا النيتروجين والوقود، أما المرحلة الثالثة فتضم دراسة استراتيجية التنقل بما فيها أولوية النقل بالحافلات والمناطق الخالية من الانبعاثات، والمرحلة الرابعة تشمل تعزيز المعرفة بأهمية بدائل الطاقة وسن التشريعات الخاصة بها، والمرحلة الخامسة تتضمن اعتماد وإطلاق الاستراتيجية الخاصة ببدائل النقل.

لا زيادة على التعرفة

فال سعيد الهاملي نائب الرئيس لقطاع الحافلات في الاتحاد العالمي للمواصلات العامة ومستشار قطاع النقل البري في دائرة النقل بأبوظبي إنه لن تتم زيادة أية مبالغ على التعرفة الخاصة بالنقل باستخدام الحافلات في حال استخدام الحافلات التي تعمل بالكهرباء، فالغرض من التجربة هو تطوير تقنيات النقل بحيث تستثمر خلالها بدائل الطاقة والتقنيات الحديثة وتقديم مستوى افضل لخدمات النقل، ولا علاقة لذلك التطوير بالرسوم الخاصة بمستخدمي الحافلات.