خلع طالب جامعي مؤقتا ثوب العلم، وتجرد نهائيا من بزة العيب، معلنا رغبته في دخول مجال رجال الأعمال ولكن عبر بيع الأضاحي والمواشي.
ولم يخجل محمدطالب مختبرات كيمائية بجامعة طيبة، في اختيار حي الإسكان الذي يعيش فيه ليكون مقره لممارسة البيع في الشارع العام، مفضلا الابتعاد عن سوق الأغنام.
يقول محمد طالب مختبرات كيمائية بجامعة طيبة: «قمت بشراء الأغنام (الحفصي) منذ ما يقارب السنتين حيث اشتريتها صغيرة جدا ووضعتها في إحدى المزارع كي تأكل من العشب الطبيعي حتى يكون لحمها جيدا وطريا، وهذه السنة فكرت ببيعها بالقرب من منزلنا على أطراف الحي السكني الذي أسكن به حتى أسهل على السكان والمارة شراء الأضاحي خاصة الأيتام والأرامل والمطلقات الذين يرغبون في الأضحية ولا يجدون من يوفرها لهم ويذبحها أيام العيد، فأوفر لهم أحد الجزارين الذين يأتون إلى منازلهم لذبح الأضحية لهم دون أن يتكلفوا عناء الذهاب إلى المسالخ وهم نساء وأيتام صغار».
وبين أنه تكمن بفضل من الله من بيع ما يقارب العشر أضاحي في ساعات قليلة ولم يتبق من الأضاحي إلا ثلاث، مشيرا إلى أن فكرته لاقت استحسان الجميع.
وعن سبب فكرة بيع الأضاحي أضاف محمد: «نبعت فكرة بيع الأضاحي عندما رأيت أن أسعار الأضاحي مرتفعة جدا قررت أن أتاجر بها وأربيها على العشب الجيد وسط مزرعة خضراء وبيعها بأسعار مناسبة تسهيلا للمسلمين».
أما عن نظرة المجتمع وأصدقائه له وهو يقوم ببيع الأضاحي وسط الشارع ويجلس على فرشة بسيطة متكئا على سور أحد المنازل يقول: «لم أفكر لحظة في نظرة الآخرين لأنني مقتنع بأن العمل الذي أقوم به لا ينقص من قدري على العكس فأنا فخور وسعيد بما أقوم به، ولم أجد أشخاصا تهكموا من عملي بل على العكس وجدت كل التشجيع من أقربائي وأصدقائي الذين شجعوني على ما قمت به من بيع للأضاحي والعمل على تربيتها».
وأوضح محمد أنه لم يكتفِ ببيع الأضاحي بل لديه عدد من المشاريع الخاصة الصغيرة لأنه مؤمن بأن الشاب الذي يريد أن يعيش حياة كريمة لا يعتمد على شهادته الجامعية بل عليه أن يسعى إلى البحث عن رزقه في التجارة حتى لو كانت في بيع الأغنام وعليهم العمل بجد وتعب حتى يأتي يوم يحصدون به ما زرعوا من جهد وتعب وشطارة.