تفاصيل دراماتيكية، شهدها مسجد الكلية التقنية بالرياض، بعد أن قرر 448 مدربا التجمع بداخله لاعتراضهم على فرض نظام البصمة عليهم، ولجوء مؤسسة التدريب التقني والمهني لحسم مرتب شهر نتيجة عدم انصياعهم للنظام الجديد.

غير أن اللافت في القصة، أن قائمة المحسوم عليهم من مدربي الكلية، ضمت أسماء 5 مدربين انتفت العلاقة الوظيفية معهم، ولا يزالون مدرجين في قوائم صرف المرتبات.

وكان المدربون المعترضون على قرار فرض نظام البصمة، قد حاولوا إقناع عميد الكلية الدكتور عبدالرحمن الغانم، الذي طاله الحسم، للاجتماع معهم في مسرح الكلية لإيجاد حل للمسألة عبر نقاش تحاوري مفتوح، إلا أن رفضه لذلك دفعهم لاختيار مسجد الكلية لعقد هذا اللقاء بوسائل الإعلام.

وفي الوقت الذي سخرت فيه وزارات عدة التقنية لضبط موظفيها بأوقات العمل والانصراف، طالب أكاديميو الكلية التقنية بالرياض، بأن تتم معاملتهم كأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، مؤكدين أن طبيعة عملهم تختلف عن الموظفين الإداريين في الجهات والمؤسسات الحكومية.

وشهدت الكلية أمس تجمع 448 من منسوبيها داخل مسجدها، بعد أن رفض عميدها تهيئة المسرح وحضوره معهم في اجتماع تشاوري حول القضية، التي تمثلت في رفضهم لنظام "البصمة"، الأمر الذي جعل مسجد الكلية هو المكان الأمثل لتجمعهم بعد صلاة الظهر.

وقامت إدارة الموارد البشرية في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بخصم مرتب شهر كامل من أعضاء هيئة التدريب، الذين أبدوا رفضهم لنظام البصمة، فيما كشفت قائمة المخصوم عليهم وجود أكثر من 5 أشخاص ليس لهم علاقة وظيفية مع الكلية في الوقت الحالي، ولا يزالون مدرجين ضمن القوائم.

وقال أحد منسوبي الكلية الدكتور هلال العسكر لـ"الوطن"، إن الأسماء التي انتفت علاقتهم الوظيفية بالكلية، تتضمن شخصا ينفذ عقوبة السجن منذ 4 سنوات، إضافة إلى 4 أكاديميين آخرين انتقلوا للعمل في جهات أخرى، الأمر الذي شكل تساؤلات عن وجود هذه الأسماء ضمن القائمة، مبينا أن وجودهم يدل على أن المستحقات المالية لهم ما زالت تصرف حتى اليوم.

وأضاف العسكر "لدينا تحفظات تجاه البصمة، أبرزها انتشار فيروس الكورنا، في ظل غياب المعقمات الطبية، وأن المؤسسة لم توفر ضمانا صحيا لسلامة هذه الأجهزة المخصصة للبصمة"، مشيرا إلى أن جميع منسوبي الكلية المتواجدين ضمن القائمة لديهم ما يثبت التزامهم بأوقات الدوام، دون الحاجة لنظام البصمة.