وصف رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروسو معاناة ملايين السوريين الذين وقعوا فريسة الصراع الدائر في بلادهم بأنها "وصمة" في ضمير العالم.

وقال باروسو للصحفيين عقب محادثات أجراها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر "إن ألم ومعاناة السوريين تجاوزا ما يمكن أن يسمح به. إنهما وصمة في ضمير العالم".

وتتزامن تصريحات باروسو مع وعد قطعته المفوضية الأوروبية بدفع 85 مليون يورو مساعدة إنسانية للمتضررين من الصراع في سوريا.

وهذا المبلغ جزء من 400 مليون يورو تعهدت أوروبا بدفعها عقب مناشدة الأمم المتحدة التي توجهت بها إلى دول العالم في شهر يونيه/حزيران الماضي.

ويعتمد الآن نحو 6.8 ملايين سوري - أي ما يعادل ثلث السكان قبل اندلاع الحرب - على المساعدات الإنسانية. ويمثل الأطفال نصف هذا العدد.

وقال باروسو "هذا غير مقبول".

ويعتقد أن أكثر من 115.000 شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2011، وأن أكثر من مليوني لاجئ فروا إلى الخارج.

ويوجد معظم هؤلاء اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا، وهي لبنان، وتركيا، والأردن، وهي الدول التي أثنى عليها باروسو لما تقدمه من مساعدات، حيث تتزايد فيها المخاوف إزاء التوتر مع السكان المحليين الذين تضاعف العبء الذي يتحملونه.

وقال باروسو "ليس هناك حدود للأزمات الإنسانية. ولذلك فنحن بحاجة إلى اهتمام خاص لمنع انتشار الصراع، وتقليص التوتر بين السكان في الدول المضيفة واللاجئين. وهذا هو السبب وراء الحاجة إلى حل سياسي".

وتقول الحكومات الأوروبية إنه يجب تركيز جهود المساعدات على المنطقة المحيطة مباشرة بسوريا، وإنها أنفقت بالفعل ألفي مليون يورو على عمليات متعلقة بالأزمة.

وكان محققو الأمم المتحدة قد اتهموا جانبي الصراع في سوريا كليهما بانتهاك قوانين الحرب، وإعاقة المساعدات، وكرر باروسو تلك المخاوف.

فقال "إن الهجمات على المدنيين، ومن بينهم موظفو الإغاثة الإنسانية، أمر غير مقبول".

وقد اتضح ما يتعرض له هؤلاء عندما خطف في أكتوبر/تشرين الأول، ستة من موظفي الصليب الأحمر، وموظف من الهلال الأحمر السوري، على يد جماعة قيل إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة.

ووصل الاثنين المبعوث الدولي المكلف بالملف السوري، الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق للتحضير لمؤتمر السلام الذي من المقرر عقده في جنيف.

ويحاول الإبراهيمي إقناع جميع الإطراف بضرورة المشاركة في المؤتمر الذي من المتوقع أن يضم مندوبين من الحكومة والمعارضة في سوريا لإيجاد حل سياسي بعد سنتين ونصف من النزاع المدمر.

ودوليا أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تهديدات مجموعات مسلحة من المعارضة السورية حيال الذين سيشاركون في مؤتمر جنيف 2 للسلام في هذا البلد "مشينة".

وكانت قد حذرت تسع عشرة مجموعة سورية إسلامية معارضة السبت بأن حضور المؤتمر
سيعتبر "متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة تستوجب المثول أمام محاكمنا"، ملمحة إلى إمكانية إعدامهم.

وقال لافروف "من المشين أن يباشر بعض هذه المنظمات المتطرفة، الإرهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا بإطلاق تهديدات، وهذه ليست المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك".

وأضاف أن "هذه التهديدات موجهة إلى الذين سيتجرأون على الذهاب إلى مؤتمر جنيف الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة".

وأشار لافروف الى أن روسيا تعرضت لتهديدات من جانب معارضين سوريين.

وقال "حذروا بأن ممثلياتنا الدبلوماسية، ودبلوماسيينا في الخارج سيكونون أهدافا مشروعة".

وأضاف لافروف أن "بعض الدول، التي يزداد نفوذها في الأزمة السورية، تعمل مباشرة لنسف أسس المبادرة الروسية-الأمريكية".

ومن المقرر أن تجتمع المعارضة السورية - المنقسمة بشأن احتمال المشاركة في هذا المؤتمر للسلام الذي أرجئ مرارا - في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني في تركيا.

وتطالب المعارضة بضمانات كي يفضي المؤتمر إلى رحيل الرئيس بشار الأسد، وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة السورية بشدة.