تمكن آلاف المدنيين السوريين من مغادرة حي المعضمية في العاصمة السورية دمشق بعد مايزيد على 8 أشهر من الحصار المحكم.

وقاسى آلاف المواطنين في الحي من نقص شديد في الإمدادات والغذاء خلال تلك الفترة حيث عانوا من المجاعة وطالبوا جهات دولية عدة أكثر من مرة بإخراجهم من الحي ليتمكنوا من الحصول على الماء والطعام.

وتمكن المدنيون من الخروج من الحي بعدما خفف قوات الجيش النظامي على مايبدو حصارها للمنطقة.

وخرج الآلاف من المعضمية، بما فيهم النساء والأطفال، بشكل جماعي.

وتحاصر قوات الجيش السوري ثلاثة ضواحي في دمشق هي اليرموك والغوطة الشرقية والمعضمين، منذ شهور.

وكانت الأوضاع المعيشية داخل المعضمية قد أصبحت شديدة الصعوبة لدرجة دفعت بعلماء الدين أن يفتوا أوائل الشهر الحالي بإمكانية أن يأكل المحاصرون القطط والكلاب والحمير للبقاء على قيد الحياة.

وكانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية عدة قد ناشدت جميع الأطراف مساعدة السكان في المعضمية خلال المعاناة التى مروا بها.

وأكد سكان الحي أنهم عانوا الجوع الشديد خلال حصارهم ولم يتمكنوا حتى من الحصول على كسرة خبز لسد رمقهم، كما أكد بعضهم أنهم اضطروا لأكل العشب والأشجار.

في هذه الأثناء أكدت منظمة الصحة العالمية ظهور مرض شلل الأطفال شمال شرق سوريا. وحذرت المنظمة من مخاطر انتشار المرض داخل وخارج البلاد حيث أدت الحرب الأهلية إلى انخفاض معدل التطعيم ضد المرض.

وينتقل المرض شديد العدوى عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة ويمكنه أن ينتشر بسرعة بين الأطفال دون الخامسة خاصة في أماكن الإيواء غير الصحية التى يعيش فيها النازحون في سوريا أو في مخيمات اللاجئين المزدحمة في الدول المجاورة.

وأصيب 22 طفلا في محافظة دير الزور التي تقع على الحدود مع العراق بالشلل يوم 17 أكتوبر/تشرين أول الجاري. وقام مختبر منظمة الصحة العالمية في تونس بعزل فيروس شلل الأطفال في عينات أخذت من عشرة مصابين.

ويتوقع ان تظهر نتائج العينات التي أخذت من 12 حالة إصابة أخرى في غضون أيام.

وقال أوليفر روزنباور المتحدث باسم برنامج مكافحة مرض شلل الأطفال بالمنظمة في مؤتمر صحفي في جنيف "من بين 22 حالة يجري فحصها تأكد الآن وجود فيروس شلل الأطفال من النوع الأول في 10 حالات".

وقال إن معظم الضحايا تقل أعمارهم عن عامين ويعتقد أنه لم يتم تطعيمهم على الإطلاق ضد المرض أو أنهم حصلوا على جرعة واحدة من التطعيم الذي يعطى عن طريق الفم بدلا من ثلاث جرعات تضمن الحماية من المرض.

وتقول منظمة الصحة العالمية أن هذا أول ظهور لشلل الأطفال في سوريا منذ عام 1999.

وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن نصف مليون طفل في سوريا لم يطعموا ضد شلل الأطفال وأمراض أخرى مثل الغدة النكافية والحصبة الألمانية بسبب الحرب.