اختتم فريق علمي سعودي موفد من الهيئة السعودية للحياة الفطرية مؤخرًا زيارة ميدانية في كازاخستان وذلك لمتابعة هجرة طيور الحبارى وإجراء دراسات بيئية مقارنة بين البيئات التي تقضي فيها الخريف والشتاء شمال المملكة ومناطق تعشيشها في الربيع والصيف في جنوب كازاخستان.

وفي برنامج استمر ثلاث سنوات منذ العام 2011م تبين أن الطيور المتابعة تقطع مسار هجرتها من شمال المملكة عبر العراق وإيران وتركمانستان وأوزباكستان وتستقر في جنوب كازاخستان , قاطعة في كل عام ما يزيد على ستة آلاف كيلومتر ذهاباً وإياباً بين مناطق التعشيش والمناطق التي تقضي فيها فترة الشتاء , كما تبين من خلال الدراسة أن رحلتها في كل مرة تستغرق حوالي الأسبوعين للوصول للمواقع المنشودة ومثلها للعودة وبسرعة تتراوح ما بين 50-70 كيلومترًا في الساعة, كما أسفرت نتائج الدراسة أنها تطير بشكل متواصل لأكثر من 400 كم ويكون طيرانها أثناء الهجرة على ارتفاع ما بين 1000-1500م.

وتمثل نتائج هذه الدراسة إضافة مهمة لجهود المحافظة على طائر الحبارى، وإثراء معرفي بهذا النوع حول مسارات الهجرة ومناطق التوقف ومواقيتها.

وكان فريق العمل قد ثبت أجهزة متابعة بالأقمار الصناعية على عدد من طيور الحبارى البرية التي تم الإمساك بها بأسلوب جديد من خلال أسرها بالصقور المدربة دون إيذائها وذلك بتثبيت واقيات على مخالب ومناقير الصقور المستخدمة في الأسر، وعند الإمساك بالحبارى يتم تثبيت أجهزة التتبع عليها ومن ثم إعادة إطلاقها مرة أخرى.

وكانت المملكة سباقة للمحافظة على طيور الحبارى عبر تخصيص برنامج لإكثارها وإعادة توطينها في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف منذ العام 1406هـ 1986م ونجحت الهيئة في برنامج الإكثار في الأسر وإعادة التوطين في محمية محازة الصيد بالقرب من الخرمة علماً أن المجموعات المعاد توطينها غالباً ما تستوطن في المملكة ولا تهاجر و ثبت من خلال الدراسات الميدانية وجود مجموعات مقيمة إضافة للمجموعات المهاجرة من طيور الحبارى.

وأوضح صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية أن الهيئة تسعى في المستقبل - بمشيئة الله تعالى - للتوسع في برنامج إكثار وإعادة توطين الحبارى في المحميات المناسبة في المملكة والاستمرار في الدراسات العلمية التي تدعم هذا النوع النادر.

وبين سموه أن نتائج هذه الدراسات تأتي لتعزيز دور المملكة في المحافظة على الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض عالمياً كطيور الحبارى، خاصة وأن المملكة من ضمن الدول الموقعة على معاهدة " بون " المعنية بالأنواع المهاجرة، وعلى العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمحافظة على الحياة الفطرية.

ونوه سموه بالدعم السخي والمتابعة التي تلقاها الهيئة السعودية للحياة الفطرية من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - للارتقاء بجهود الهيئة للمحافظة على الحياة الفطرية في المملكة وإنمائها وتعزيز إسهاماتها في الجهود الدولية في هذا المجال , شاكراً سموه فريق البحث على النتائج الجيدة والملموسة للدراسات التي قاموا بها, منوهاً بأنه سيتم - بإذن الله - نشر نتائج هذه الدراسة في المستقبل القريب.