اتهم وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه تلك الأسلحة في تغذية القتال المستعر بين الحوثيين والسلفيين في مدينة دماج بمحافظة صعدة، والمستمر منذ عدة أيام.

وقال القربي لـ"سكاي نيوز عربية" السبت إن اليمن "يتمنى من إيران موقفا واضحا وصريحا بالتوقف عن التدخل في الشأن اليمني الداخلي"، بعد أن "ثبت تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة من خلال باخرة احتجزناها في مياهنا الإقليمية".

وتستمر الاشتباكات بين مسلحين من الحوثيين منذ عدة أيام، قتل خلالها العشرات وأصيب المئات من الطرفين، في مدينة دماج التي يسيطر عليها سلفيون، في محافظة صعدة معقل مسلحي الحوثيين.

واندلعت المعارك عندما شن الحوثيون هجوما على مسجد للسلفيين، الذين يتهمونهم باستقبال آلاف المسلحين الأجانب.

وحاولت السلطات اليمنية وقف القتال لكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن، حيث إن "الوضع معقد" طبقا لوصف القربي الذي أضاف: "الجيش يعمل جاهدا على تأمين الطرق إلى تلك المناطق وتمكين الجرحى من الخروج لتلقي العلاج، وهناك تواصل مستمر مع الطرفين لإيقاف القتال في المقام الأول، بعد ذلك ستوضع المعالجات الدائمة لهذه المشكلة التي تكررت نتيجة عدم التزام الأطراف بالهدنة المتفق عليها سابقا".

وقال القربي إن الخلافات المذهبية "غريبة على اليمن"، موضحا: "على مدى قرون عاشت السنية والزيدية في سلام ووئام في المساجد وفي الحياة اليومية. قد يؤم المصلين شخص من أي من المذهبين".

وأرجع وزير الخارجية تفجر الأوضاع بين الطرفين إلى الأوضاع في المنطقة و"الصراع السني الشيعي"، في إشارة إلى الأزمة السورية التي اقتربت من دخول عامها الثالث وأثرت أيضا على الجارة لبنان، وأعمال العنف الطائفي في العراق.

وحذر القربي من اتساع رقعة القتال، لأن "هناك أنصارا للحوثيين في كل مناطق اليمن"، مشيرا إلى جهود السلطات اليمنية لترتيب هدنة والوصول إلى معالجات دائمة.

وبعد أيام من اندلاع القتال، نجحت لجنة الصليب الأحمر في إجلاء عشرات المصابين في الاشتباكات، بينهم امرأة حامل وأطفال.

وفي سبتمبر أوقعت صدامات مماثلة ما لا يقل عن 42 قتيلا في محافظتي عمران وإب في وسط اليمن.