اتهم مواطن ابتكر فكرة «المطاف الموقت» الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتنفيذ المشروع من دون الرجوع إليه، بعد أن عرض الفكرة عليها وقوبلت بالاستحسان، وإحالته إلى قسم المشاريع للتعديل على الفكرة في ما يختص بالإصلاحات، التخطيط الهندسي، وظروف المكان، مؤكداً أنه سيتم الرفع بدعوى قضائية ضد الرئاسة في ديوان المظالم خلال الأسبوع المقبل.
ورفضت «رئاسة الحرمين» إحالة أوراق المشروع كاملة إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتسجيلها كبراءة اختراع باسم مقدم الفكرة، إذ أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد المنصوري لـ «الحياة» أن الموضوع لدى الإدارة المختصة للاستفسار عنه، والمعلومات الواردة فيه ومدى دقتها.
من جهته، أفاد محامي مخترع «المطاف الموقت» المحامي عبدالكريم القاضي لـ «الحياة» بأن موكله قدم فكرة «المطاف الموقت» إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي استقبلت الفكرة بالقبول، ومن ثم تمت إحالتها إلى قسم المشاريع الذي أخذ منه تعديلات على الفكرة تختص بالإصلاحات، التخطيط الهندسي، وظروف المكان، لافتاً إلى أن موكله تفاجأ بتنفيذ الفكرة من دون علمه، ومن دون الرجوع إليه، إذ ربما كان يود الاحتفاظ بها، أو تسجيلها كبراءة اختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وبيّن القاضي أنه زار الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في 16/12/1434هـ وتقدم بمذكرة قانونية تتضمن الفكرة، وقائعها، فائدة الرئاسة منها، وتلافي المشاريع البديلة في ما لو لم يتوصل المخترع إلى فكرة، مؤكداً أنه سيتم الرفع بدعوى قضائية ضد رئاسة الحرمين في ديوان المظالم، خلال الأسابيع المقبلة.
وأفاد بأن الطلبات التي اشتملت عليها المذكرة تتمثل في تسجيل الفكرة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كبراءة اختراع، التي كان رد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس عليها متناقضاً، إذ لم ينكر حق التملك لصاحب الفكرة، وأنه كان يعتقد أنها فكرة خيرية لوجه الله، مشيراً إلى أن الدكتور السديس رفض إحالة أوراق المشروع كاملة إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتسجيلها كبراءة اختراع باسم مقدم الفكرة.
بدوره، أكد صاحب فكرة «المطاف المعلق» (فضل عدم الكشف عن اسمه)لاسباب قانونية أن فكرة ابتكار مطاف متحرك وردته أثناء أداء مناسك العمرة في عام 1430هـ، إذ فكر في توسعة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة للحد من تزاحم المعتمرين، والتسهيل عليهم، من خلال إنشاء أدوار إضافية ضمن صحن المطاف لمضاعفة مساحة الطواف، لاستيعاب أعدد أكبر.
وقال خلال حديثه إلى «الحياة» إنه قبل البدء بأي أعمال تبنى عرض الفكرة على المختصين، وسعيه جاهداً عبر رحلاته من جنوب السعودية إلى مكة المكرمة، أرسل أول برقية بالهاتف للديوان الملكي بتاريخ 3/9/1433هـ، مبيناً أن موظف الديوان الملكي في جدة تواصل معه وطلب منه إحضار الفكرة بالتفصيل، وكانت الفكرة في ذلك الوقت عبارة عن فكرة مبسطة، بعدها أرسل الديوان الملكي الفكرة إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمعاملة رقم 170586 وتاريخ 11/10/1433هـ، وقيد رقم 522 وتاريخ 4/1/1434هـ.
وأفاد بأنه تقدم بعد ذلك إلى «رئاسة الحرمين»، وقابل الرئيس العام لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس يوم الإثنين 25/2/1434هـ، موضحاً أن الدكتور السديس أشاد به وقتها أمام الحاضرين، وقال «إنه نموذج يحتذى به»، ليأمر بإحالة الأوراق المتعلقة بالمشروع كافة إلى إدارة المشاريع لدى المهندس سلطان القرشي، إذ تم شرح الفكرة له بخط اليد وبالصور المبينة، وكان ذلك بحضور المهندس فيصل مدني، فيما انحصرت الملاحظات التي كانت على الفكرة في وجود الأعمدة التي تعيق المعتمرين أثناء أداء المناسك، ما جعلهم يؤكدون أنه يمكن تبني الطرح بطريقة أفضل وتنفيذه بآلية أخرى.