سقط مدمن في قسم الطوارئ بمستشفى الأمل، في وقت ساد الإرباك الأجواء داخل المستشفى، بعدما كان يرافقه ثلاثة من أطفاله، والذين فوجئوا بالمشهد لتتعالى صيحاتهم وبكائهم على أبيهم، وسط ذهول المراجعين.

ويروى لـ «عكاظ» موسى الفقيه الموجه في مستشفى الأمل ومرشد الإدمان وعضو الرابطة الدولية لمرشدي سوء استخدام العقاقير، وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، قصة الأب المدمن الذي حضر إلى المستشفى طالبا العلاج وكان بمعيته ثلاثة أطفال تبين لاحقا أن والدتهم غير موجودة، وقال واصفا الحالة: كان الأب في حالة سيئة للغاية، بسبب تعاطيه جرعة عالية من الهيروين، ولا يعرف أن أبناءه يسيرون خلفه بخطوات متفاوتة ولا يعرفون لماذا جيء بهم لهذا المكان، وماذا يعني هذا المقر، ليسقط الأب أمام أعينهم فجأة من الإدمان، ليجهش الصغار بالبكاء.

وأضاف الفقيه: في حين تقرر تنويم المدمن والشروع فورا في علاجه لسحب السموم من جسمه كانت المشكلة في كيفية التصرف العاجل بشأن الأطفال، وإبعادهم عن المشهد، وأين سيتم نقلهم فضلا عن الحاجة إلى إخضاعهم لمختص نفسي، وبالفعل تم التصرف والتواصل مع مختصين في الشأن النفسي والاجتماعي، وتم نقل الأطفال لدار لحماية الاجتماعية مؤقتا، حتى تم التعرف على أقارب الزوج والزوجة وتم التواصل معهم وتسليمهم الأطفال، فيما ظل الأب يتلقى العلاج، واستطعنا أن يصل بفضل من الله إلى مرحلة جيدة من العلاج بعد أن تجاوز الخطر.

وأشار الفقيه إلى أن المتعاطي يشعر دائما بالاكتئاب والقلق وعدم الاستقرار والإحباط وتبلد الحس وانفصام الشخصية، حيث إن المخدرات تفسد العقل والمزاج خلاف ما تورثه على الصحة من إتلاف للجهاز العصبي المركزي، والجهاز التنفسي، وإصابة القلب والدورة الدموية بأمراض مزمنة، والتهاب الكبد والبنكرياس وضعف البصر وتلف الذاكرة وهلوسة السمع والبصر.