قللت مساعدة الملحق الثقافي بالملحقية الثقافية بواشنطن الدكتورة موضي الخلف «من نسب القضايا الاجتماعية الدائرة بين المبتعثين، مؤكدة أنها لا تتعدى 1% فقط من اجمالي القضايا، وهي نسبة تعد «قليلة» إذا ما قورنت بالأعداد الكبيرة، التي تدرس بأمريكا، وقالت إن القضايا تتباين بين مخالفة أنظمة الهجرة والخلافات الأسرية والقضايا المدنية والجنائية والمشكلات الصحية والسلوكية وعن آلية تعامل الملحقية والسفارة مع القضايا، قالت إننا لا تتعامل مع القضايا بآلية ثابتة، حيث إن لكل قضيه ظروفها الخاصة، التي يجب أن تُراعى في حلها، مُؤكدة أن الشيء المشترك لكل القضايا هو السرية حفاظًا على الخصوصية.
خطوط وحلول
وعن الخطوط العريضة في حل هذه القضايا قالت الدكتورة موضي الخلف، قبل البدء بشرح الخطوط العريضة أرغب بأن أؤكد بأن الملحقية والسفارة تتدخل قبل واثناء وبعد تدخل الجهات الأمريكية لحل المشكلة واحتواء الموقف قبل تفاقمه، أما عن الخطوط العريضة، فإذا كانت هي مشكلة زوجية، نقوم بتقريب وجهات النظر بين الطرفين، والعمل على حلها من قبل مختصين في الملحقية، فإذا نجحنا - وهو الغالب - نكون قد حافظنا على أسرة سعودية من التفكك.
وأحيانا نقترح الابتعاد مؤقتًا عن بعضهم البعض لتهدأ النفوس ليبتعد كليهما عن أي مؤثرات سلبية، ولإعطائهما فرصة لإعادة التفكير بشكل مستقل ليتخذوا قرارهم النهائي، ثم نجتمع بهم ونرى كيفية تنفيذ قرارهم النهائي.
السفر أحيانا
وكشفت مساعدة الملحق الثقافي بواشنطن الدكتورة موضي الخلف أنه إذا كان قرارهم الانفصال، فإن الملحقية سوف تعمل على إنهاء الامر دون أي ضرر على الاخر، ولكن في حال وجود أطفال، فالأطفال سيسافرون مع الطرف العائد للمملكة، مؤكدة أن سبب ذلك هو حماية للأطفال من البقاء خارج الوطن وحرمان أحد الأبوين منهم.
وعرجت الخلف بالقول مشيرة إلى أن هناك حالات لجأت فيها الزوجة للمحاكم الأمريكية لمنع الأطفال من العودة للمملكة، مما يصعب أمر عودتهم للمملكة أو أحيانا يصر الأب على البقاء مع أبنائه لحين تخرجه مع إصراره على تطليق الزوجة غير الدارسة مثلا وهنا تحرم الأم من أبنائها لو عادت، وهذا الأمر الذي لا أحد يرتضيه، لذا قررنا بالتشاور مع وزارة التعليم العالي وسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطون، ورأينا أن أفضل حل لهذه المعضلة هو أن يعود الأطفال مع الطرف العائد للمملكة، إلا إذا وجد صك حضانة مع الطرف المقيم للدراسة في بلد الابتعاث.
منظمات الخداع
ونصحت الخلف الزوجات عدم الذهاب للمحاكم الأمريكية والانسياق وراء منظمات أجنبية تقدم وعودًا وفي كثير من الأحيان يكون الدعم أقل مما توقعته المرأة .
وكشفت الخلف أن كثيرًا من القضايا، التي أوصلتها الزوجات للمحاكم الأمريكية حكمت لها، ولكنها بالمقابل خسرت أشياء كثيرة، فمقابل حق اللجوء في أمريكا، الذي تحصل عليه الزوجة تلغى بعثتها، وهذا يعني توقف الصرف عليها من قبل الملحقية، وبالتالي توقف التأمين الصحي وذكرت الخلف أنه عند عودة الزوجة للمنظمات، التي دعمتها في بداية الأمر وتاجرت بقضيتها، تتنصل هذه المنظمة والقليل منها يوفر لهاعملا مهنيا بسيطا مثل التخديم في مطاعم أو عمل مكتبي داخل الجامعة وما شابه ذلك، لا يغطي مستلزمات الحياة الأساسية ودون تزويدها بأي تأمين صحي، حتى أن البعض منهن لا يجدن ثمن الأكل والدواء لأطفالهن، مما يعني خسارتها لكل شيء.
قصة «الصدمة»
وسردت الخلف تفاصيل الصدمة التي واجهتها مبتعثة، حيث صحت من وهم كلام المنظمات التي كانت تدعمها، فعادت لرشدها، وطالبت بالعودة للبعثة وأدخلت وسطاء لإرجاعها لزوجها، ولأن هدفنا الاحتواء تم التواصل عبر جهات مختصة مع الزوج وتفهم الأمر فعاد لأمريكا، وعادت البعثة للزوجة ولله الحمد يعيشون الآن في أفضل حالتهم.
لذلك نحن نسعى جاهدين أن لا تتعدى المشكلات الزوجية إطار الدوائر الحكومية السعودية، لأن هدفنا حفظ أبنائنا وبناتنا من هذا الوهم الذي يعيشونه، ومن خطر المستقبل الذي لا يدركونه، مُطالبة كل مبتعثة أن تنظر لنفسها في حال توقف الصرف عنها، وأهلها لا يستطيعون الصرف عليها، كيف ستكون حياتها ومن سيساعدها في توفير لقمة العيش لها؟ هل تتوقع أن المجتمع الأمريكي سيمد يد العون لها؟ هل تتوقع أن مالك السكن سوف يصبر عليها شهر دون أن تدفع الإيجار؟ هل تتوقع أن صاحب المتجر سيبيع لها دون أن تدفع مالا؟ هذه التساؤلات أطلب فيها كل الزوجة أن تفكر فيها قبل التقدم لأي محكمة أمريكية.
وأكدت الخلف أن الملحقية لا تقف مع طرف دون الآخر لذلك تسعى الملحقية لإرساء العدل في معاملتها مع القضايا الزوجية.
فقدان الولاية
وذكرت أن بعض الحالات، التي وصلت لهم كان الزوج يستخدم فيها صفة الولاية لإلغاء البعثة عن زوجته لوجود خلاف بينهما، فقامت الملحقية بالتواصل مع وزارة العدل لحل هذه المعضلة فتم الإفادة بأنه إذا كانت هناك قضية في المحاكم الشرعية بين الزوجين، فالزوج في هذه الحالة يفقد صفة الولاية، إلى أن تبت المحكمة في القضية، وبينت أنه تم رفع الأمر لوزارة التعليم العالي وتمت الموافقة على أنه في حال وجود مشكلة بين الزوجين واستغل الزوج صفة الولاية لإلغاء بعثة زوجته، فإنه على المبتعثة رفع قضية في المحاكم السعودية لتسقط صفة الولاية عن زوجها لتكمل بعثتها، مُؤكدة أن المبتعثة إذا رغبت فإنها تستطيع رفع طلب تأجيل والعودة للمملكة لإنهاء القضية ويمكنها البقاء للدراسة وتوكيل من ينوب عنها مع إمكانية تغيير المحرم للبقاء في بلد الابتعاث وفي حال طالبت المبتعثة من الجهات الأمريكية حمايتها جسديًا في عدم اقتراب زوجها لها، وهو ما يطلق عليه « Restraining order «، تعمل الملحقية جنبا مع الجهات الأمريكية لحمايتها، حتى يحكم القضاء الشرعي السعودي في قضيتها.
حالات الإدمان
وحول النسبة المتبقية من نوعية المشكلات التي تصل للملحقية، بينت د. الخلف أن هناك حالات إدمان لبعض الطلاب لجأت للملحقية لمساعدتهم وهي قليلة جدًا ولكن من باب حرص الملحقية والسفارة تم استحداث آلية للتعامل مع هذه الحالات.
أولًا تم إنشاء إدارة جديدة في السفارة اسمها إدارة مكافحة المخدرات، تقوم بإيصال المدمن للعلاج في المملكة ومن ثم العودة لإكمال دراسته، وذلك بسرية تامة، أما في حال رغب بالعلاج هنا، فيتم توجيهه بالعلاج على حساب شركة التأمين اتنا، ويتقدم بطلب تأجيل بعثة في حال عدم المقدرة للعلاج والدراسة في نفس الوقت، ولأن تأجيل البعثة يتم فيها إيقاف التأمين، فنحن في الإدارة نقوم بالتوصية باستمرار التأمين الصحي له.. وبهذا يعود لنا مواطن صالح يخدم دينه ووطنه.
وكشفت الدكتورة موضي الخلف أنهم في طور إنشاء موقع إلكتروني للاستشارات النفسية والاجتماعية يحوي أخصاء نفسيين وأسريين، لمساعدة المبتعثين والمبتعثات في التغلب على المشكلات التي تواجههم أكانت إدمانا أو عنفا أسريا وغيرهم.. موضحة أن الموقع يتيح للمبتعثين والمبتعثات طلب الاستشارة دون ذكر الاسم ودون الرجوع للملحقية.
تأشيرة الـ BI
وعن المرافقين وحملة تأشيرة B1 و B2 الآباء والذين لا يسمح لهم قانون الهجرة الأمريكية بالجلوس أكثر من ستة أشهر داخل أمريكا.. أكدت الخلف أنه تم التواصل مع الـ وزارة الخارجية الأمريكية وتم استحداث آلية للرفع لهم للسماح لحملة هذا النوع من التأشيرات بالبقاء في أمريكا، موضحة أن الآلية الجديدة تتمحور حول تزويد المبتعثة بخطاب يوضح فيه أن المرافق يصرف له مكافأة شهرية وتأمين صحي، بالإضافة لتذكرة سنوية للذهاب للمملكة والعودة لأمريكا، مُشيرة إلى أنه غالبًا ما تمدد تأشيرة الـ B1 و الـ B2 ليبقى مع المبتعثة طوال السنة دون أي مشكلات.