كشف نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء المجتمع في منطقة مكة المكرمة الدكتور مصطفى القرشي عن ضبط الجهات المختصة أخيراً، بعض البدع والممارسات التي تكون بعيدة عن الكتاب والسنة خلال غسل الموتى من بعض الـ «مغسّلين» من غير السعوديين، الأمر الذي دعا إلى فرض نظام رقابي صارم على مغاسل الموتى في المحافظة.

وقال القرشي لـ «الحياة»: «إن جميع المغسلين يتم تحويلهم إلى الأمن الجنائي التابع لوزارة الداخلية لأخذ بصماتهم، والبحث في سجلاتهم للتأكد من خلوهم من السوابق، إضافة إلى وجود ضوابط وشروط لعمل المغسلين والمغسلات من أهمها أن لا تقل أعمارهم عن 25 عاماً، اجتيازهم لاختبار وزارة الشؤون الإسـلامية، منحهم بطاقات رسمية من الجمعية، والتأكد من تطبيقهم للسنة النبوية في غسل الموتى».

وأوضح أن غالبية العاملين في مشروع «إكرام» الذي تشرف عليه الجمعية والخاص بـ «غسل الموتى «هم من غير السعوديين سواء المغسلين، السائقين، أم غيرهم، إذ يعـملون بمكافآت تغطي ساعات عملهم فقط، مع العلم أن هناك 21 مغسّلاً، و13 مغسّلة في مدينة جدة، منهم ثمانية سعوديين محتسبين، للعمل في 30 مغسلة موزعة على أحياء المحافظة».

وذهب في حديثه إلى أن متوسط عدد الوفيات في المحافظة يتراوح ما بين 27 إلى 30 حالة شهرياً، فيما يصل سنوياً إلى أكثر من 10،200 حالة تقريباً، مضيفاً أن متوسط كلفة نقل وتجهيز الميت يبلغ 630 ريالاً، فيما يبلغ متوسط كلفة نقل وتجهيز الموتى شهرياً 535.500 ريال أي ما يقارب 6.426.000 ريال سنوياً.

وأكد أن غالبية الأكفان تأتي إلى الجمعية كتبرعات من فاعلي الخير، وفي حال وجود نقص فإن الجمعية تعمد إلى شرائها من طريق مراكز بيع الجملة، ومن ثم توزيعها على مغاسل الموتى التي تعاني عجزاً في أدوات الغسل والكفن.

وأوضح أن الآلية التي تعمل بها غرفة العمليات في الجمعية، تبدأ من استقبال بلاغات المواطنين، المقيمين، والجهات الحكومية ذات العلاقة عبر الرقم الموحد 920001543 الذي يعمل على مدار 24 ساعة، ومن ثم توجيهها إلى مغاسل الموتى، ومن ثم يتم تسجيل بيانات الحالة في نموذج استمارة استقبال البلاغ، فحص حركة المغاسل، إمكاناتها التشغيلية، ومن ثم تحديد أقرب مغسلة للحالة.

وقال: «بعد استقبال البلاغ يتم التواصل مع المغسلة وتزويدها برقم الهاتف المحمول الخاص بالمبلغ للتواصل معه، إضافة إلى رقم بلاغ خاص بالحالة، من جهتها تقوم المغسلة بعد تسلم البلاغ بالاتصال بذوي المتوفى، إرسال سيارة نقل الجثمان لجلب الحالة إلى المغسلة، استيفاء البيانات اللازمة كافة للحالة والخاصة بتصريح الدفن، تبليغ الوفاة، وغيرها، بعدها يتم غسل، وتكفين الجثمان، ومن ثم نقله إلى المقبرة لدفنه بعد الصلاة عليه، ثم الاتصال بالعمليات عبر الشبكة لإغلاق البلاغ».

وعن التبرعات والصدقات التي تصل إلى الجمعية والخاصة بمشروع «إكرام»، أوضح أنها تصرف كأجور للمغسلين والمغسلات، كما تصرف على لوازم المغسلة من أكفان وأدوات، صيانة المغاسل، شراء سيارات لنقل الجثامين، وغيرها من المصــروفات المتعلقة بالمشروع.

وأشار إلى وجود حسابات خاصة بالجمعية للتبرع من خلالها، مشدداً على أنه يمنع منعاً باتاً الدفع النقدي لأي شخص يعمل على خدمة هذا المشروع، مضيفاً أن جميع مغاسل الموتى تتضمن آلات خاصة بالتبرع لحساب الجمعية، أما من يرغب بالتبرع بشكل نقدي فيتوجب عليه التوجه إلى مقر الجمعية، إذ إن هذه هي الطرق النظامية للتبرع، خصوصاً أن الجمعية قائمة في أعمالها على تبرعات وإسهامات المتبرعين، والمتصدقين.

وأضاف أن مشروع «إكرام» هو مشروع إكرام الأموات من بلوغ التراقي وحتى إهالة التراب، نقل، غسل، تكفين، ودفن، مشدداً على أن جميع هذه الخدمات التي تقدمها الجمعية لجميع فآت المجتمع هي مجانية لوجه الله تعالى، مشيراً إلى أن من أهم أهداف البرنامج تحمل الجهد والعناء عن أهل الميت، ومشاركتهم في مصابهم والتخفيف عنهم، أيضاً تدريب وتأهيل العاملين في مغاسل الأموات الخيرية للقيام بالغسل بحسب السنة، الرقابة على تطبيق مغاسل الأموات الخيرية للآليات والإجراءات النظامية والشرعية، توجيه وتنظيم جمع التبرعات للصرف على هذا المشروع الخيري، تطوير العمل في المغاسل للارتقاء لسماحة الدين الحنيف.