كشف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لـ«عكاظ»، عقب رعايته افتتاح فعاليات التراث العمراني الثالث بينبع، عن وجود نظام جديد خاص بالآثار سيصدر قريبا يحتوي على عقوبات صارمة لمهربي الآثار.

وحول استعادة الآثار الهامة، أوضح أنه تم «استعادة 20 ألف قطعة أثرية، وهناك طرق عدة لاستعادة عدد من الآثار الهامة والحساسة، من خلال التقصي عنها، ونعمل على استرجاعها بعامل الوقت»، مطالبا الإعلاميين في ينبع بتصوير المنازل الخربة قبل المرممة، ومشددا على امتعاضه من القطاع الخاص بينبع غير المساهم في عملية التطوير والنهضة بالمنطقة التاريخية، مبديا رضاه على عدد من الشركات الكبرى مثل أرامكو وسابك على دورها الرئيسي وشراكتها الفعالة في هذا الجانب.

وأضاف: «يوجد لدينا معرض دولي الأربعاء المقبل بجناح خاص للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية تكساس، وهو من أكبر المعارض هناك».

وردا على سؤال «عكاظ» حول استعادة الآثار من الخارج، قال: «استعدنا 20 ألف قطعة أثرية، واستعادة الآثار تأتي بجانبين؛ الأول استعادتها من خلال إعادتها من قبل الأشخاص الذي يعثرون عليها، وأشكر المواطنين في المملكة على مساهمتهم المستمرة في هذا الجانب، وهناك أجانب يقومون بإرجاع هذه الآثار، وفي هيوستن، سنقوم بتكريم دفعة جديدة من الأشخاص الذين قاموا بإرجاع الآثار من الأمريكيين الذي عاشوا في المملكة في الماضي، وكانوا يأخذون الآثار بسبب أنها مهملة وقتها، ولم يكن هناك نظام واضح لاستعادتها، وهم الآن يقومون بإرجاعها تطوعا، والأمر الثاني أننا نقوم بتقفي وتقصي عدد من الآثار الهامة، وأين توجد تحديدا بالطرق النظامية الدولية المعروفة، وهي طرق لا أود أن أصرح عنها اليوم، ونتابعها عن طريق النظام الدولي الذي يعود لـ1950م، وهذا لا يحكمه نظام الاستعادة، ولكن إرجاعها طوعا، وأيضا هناك آثار لها حساسية عالية جدا نتعامل مع عملية استرجاعها بعامل الوقت، ولكن يجب أن أقول للمواطنين أن يبادروا بإرجاع الآثار إلى بلادهم، فهي ملك وطني وسيكرمون بلا شك، ويقدر لهم هذا الشيء، وفي حال محاولة تهريبها، فهناك نظام وعقوبات صارمة، وقريبا سيصدر نظام الآثار الجديد ويحتوي على عقوبات صارمة أكثر».

وتحدث الأمير سلطان بن سلمان عن ينبع، قائلا: «ينبع وضعت نفسها على الخارطة السياحية والثقافية والتاريخية بالمملكة، ونحن اليوم نأتي ونستعيد جزءا كبيرا ومهما من تراثنا الوطني، فينبع التاريخية وينبع البلد التاريخي جاءها من جفاء الزمان، وهدمت مبانيها وتركت، وبعضها تحول إلى أنقاض، ولكن بقي منها الشيء الكثير، ونحن نعمل الآن مع أمير المنطقة وأمين المدينة ومحافظ ينبع والبلدية، وأهم شيء مع السكان المحليين الأهالي، نعمل معهم جميعا بشراكة وتضامن من أجل استعادة تراثها العريق».

وأضاف «جارٍ الآن العمل على تحويل بيت الخطيب والشامي إلى فندق تراثي، وترميم سوق الليل المرحلة الثانية، وترميم الوكالات التجارية التابعة للأوقاف، وترميم بعض المباني وتحويلها إلى مركز ثقافي، وترميم مبنى الشونة، وترميم مبنى الزيتية، وإعداد العرض المتحفي لمتحف ينبع الذي سوف يفتتح في بيت البابطين».

وعن موقع الربدة التاريخي، أوضح أنه «يحتوي على الكثير من الاكتشافات، وهناك بعثة جديدة تضم خبراء، ونحن نعامل الربد من المواقع القديمة، وبدأنا بالفعل، وهناك أكثر من 30 موقعا آخر يجري العمل بها، ومنها موقع الفاو وقعنا اتفاقية مع جامعة الملك سعود بالرياض، برعاية سمو أمير منطقة الرياض، والهيئة تستثمر فيها أكثر من 20 مليون ريال للتصوير، وتم تصوير أكثر من 16 كم، وفتحنا الآن الموقع بشكل موسع، وعين فريق علمي برئاسة الدكتور الأنصاري، والذي بدأ بالعمل فيها لأكثر من 35 سنة.