قتل اربعة ضباط وجنديان عراقيين في هجوم على ثكنتهم الاثنين غرب بغداد في واحد من سلسلة هجمات استهدفت الجيش العراقي واتهمت وزارة الخارجية الاميركية عبر سفارتها في العراق تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بالوقوف وراءها.
ودعت الولايات المتحدة في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه الاثنين قادة المنطقة الى وقف تجنيد وتدفق المسلحين الاجانب الى سوريا حيث يشن العديد منهم هجمات انتحارية في العراق، بينما اعلنت وزارة الدفاع العراقية عن رصدها 11 معسكرا لتنظيم القاعدة قرب الحدود مع هذا البلد.
وقال مصدران مسؤولان في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان امر الفوج الرابع من اللواء 23 للفرقة 17، وثلاثة ضباط اخرين وجنديين، قتلوا اليوم بهجوم بقذائف هاون على ثكنتهم في منطقة ابو غريب.
وجاء هذا الهجوم بعد يومين على مقتل 15 عسكريا بينهم خمسة ضباط كبار في عملية عسكرية استهدفت معسكرا لتنظيم القاعدة في محافظة الانبار التي تسكنها غالبية سنية وتفصلها منطقة ابو غريب عن بغداد.
ودفع هذا الهجوم رئيس الوزراء نوري المالكي للقول الاحد ان ساحة الاعتصام المناهضة له في الانبار تحولت الى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين فيها منذ نحو عام "فترة قليلة جدا" للانسحاب منها قبل ان تتحرك القوات المسلحة لانهائها.
وفي هذا السياق، قال المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري في تصريح لفرانس برس ان "المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا تفيد بوصول اسلحة ومعدات متطورة من سوريا الى صحراء الانبار الغربية وحدود محافظة نينوى".
واضاف ان "هذا الامر شجع تنظيمات القاعدة و+داعش+ على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الامنية في عامي 2008 و2009".
وتابع العسكري ان هناك "صورا ومعلومات استخبارية تشير الى انه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سوريا، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها واعادة تنظيم صفوفها ومن ثم القيام بعمليات ارهابية في البلدين".
واشار الى ان "صورا ملتقطة من قبل القوة الجوية العراقية رصدت 11 معسكرا للقاعدة قرب الحدود السورية" التي تمتد على طول 600 كلم بين البلدين، يقع معظمها في محاذاة محافظة الانبار السنية.
من جهتها، اعلنت الولايات المتحدة ادانتها للهجمات الاخيرة "التي نفذتها الدولة الاسلامية في العراق والشام مستهدفة جنودا ومسؤولين منتخبين ومدنيين وقادة عسكريين عراقيين"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية نقلته السفارة الاميركية في بغداد.
واضاف البيان ان "الدولة الاسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الاوسط الكبير".
وتابع "نحن وبموجب اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين بلدينا والتي توفر اساسا لتعاون امني طويل المدى، ما زلنا ملتزمين بالمساعدة في تعزيز القوات العراقية في معركتها المستمرة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام".
واكدت السفارة الاميركية ان واشنطن ستواصل "عملنا مع جميع القادة العراقيين من أجل دفع عجلة التقدم السياسي وعزل الشبكات المتطرفة العنيفة".
ودعت "قادة المنطقة الى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايقاف تدفق المقاتلين الاجانب إلى سوريا، حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين ابرياء في العراق".
ويشهد العراق منذ اقتحام القوات الامنية لساحة اعتصام مناهض للمالكي في الحويجة غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) في نيسان/ابريل، في عملية قتل فيها اكثر من 50 شخصا، موجة عنف غير مسبوقة منذ العام 2008 قتل فيها اكثر من 500 شخص منذ بداية كانون الاول/ديسمبر.
وتخوض القوات العراقية، بعد عامين على الانسحاب الاميركي، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد اعمال العنف التي بلغت معدلات لم يشهدها العراق منذ العام 2008، في ذروة الانتشار العسكري الاميركي.
وتجد القوات العراقية نفسها في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخما من النزاع في سوريا المجاورة، ومن استياء الاقلية السنية التي تشكو من تعرضها لتهميش واستهداف من قبل الاكثرية الشيعية الحاكمة.
وتعتبر صحراء الانبار المجاورة لسوريا والتي تسكنها اغلبية من السنة، احد اكبر معاقل تنظيم القاعدة، حيث انطلقت منها على مدى الاشهر الاخيرة هجمات دامية استهدفت قوات الامن في المحافظة.