صرح سرور الوادعي المتحدث باسم السلفيين في اليمن، الاثنين، أن عدد ضحايا السلفيين جراء القتال ضد جماعة الحوثيين في الشهرين الأخيرين فاق الـ200 قتيل.
واندلع العنف يوم 30 أكتوبر من العام الفائت، حين اتهم متمردون حوثيون يسيطرون على كثير من مناطق محافظة صعدة الشمالية السلفيين في بلدة دماج بتجنيد آلاف المقاتلين الأجانب استعداداً لمهاجمتهم، بينما يقول السلفيون إن الأجانب طلاب جاؤوا لدراسة علوم الدين.
وقال الوادعي إن عدد القتلى من السلفيين ارتفع إلى 210 في حين أصيب 620 شخصا.
ولم تعرف أعداد للخسائر البشرية في صفوف الحوثيين.
وألقى التنافس الطائفي في دماج بظلاله على جهود المصالحة في اليمن المجاور للسعودية، والذي يوجد به أحد أنشط أجنحة تنظيم القاعدة.
في هذه الأثناء أيضا، قالت مصادر لقناة "العربية" في اليمن إن أهم بنود وقف إطلاق النار الذي تم بين الحوثيين والسلفيين منذ يومين، والذي رعته لجنة الوساطة الرئاسية مؤخراً، تقضي بخروج سلفيي "دار الحديث" من طلاب وسكان ومغادرتهم منطقة دماج في محافظة صعدة، فيما يعتقد أنهم سيتوجهون إلى محافظة الحديدة غرب اليمن خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط أنباء تقول إن بعض السكان بدأوا بالفعل مغادرة دماج.
وتأتي مغادرة السلفيين لمحافظة صعدة بعد 35 عاماً على تأسيس "دار الحديث" على يد مؤسسها مقبل الوادعي، بناء على توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي نصح قيادة السلفيين بالرحيل من صعدة والتوجه إلى أي منطقة في اليمن منعاً للاحتكاك بالحوثيين.
ورفض حزب "الرشاد" السلفي الذي يرأسه محمد العامري وضع أهل منطقة دماج أمام خيارين، إما التهجير أو تحمل مسؤولية أنفسهم جراء استمرار حرب الحوثيين ضدهم، محملاً رئاسة الدولة مسؤولية ذلك الوضع.
فيما طالب الشيخ يحيى الحجوري، مدير معهد "دار الحديث"، بحماية الجيش لهم من الحوثيين أثناء خروجهم من دماج ومساعدتهم على الانتقال وتعويضهم من قبل الدولة.
هذه التطورات أثارت جدلاً سياسياً في اليمن بين مؤيد لخروج السلفيين من صعدة وبين معارض له باعتباره إقصاء مذهبياً، محذرين من تكراره في مناطق أخرى في اليمن.
تأتي هذه التطورات عقب مواجهات مسلحة بين الطرفين سقط خلالها مئات القتلى والجرحى، فيما تعرض السلفيون لحصار من قبل الحوثيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
في وقت يتهم فيه الحوثيون السلفيين بإيواء طلاب أجانب وتدريبهم عسكرياً في دماج، وهي التهمة التي ينفيها السلفيون.