يكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الجمعة المقبل عن إصلاحات تتعلق بعمليات التنصت الاستخبارية التي أثارت قبل أشهر انتقادات في الداخل, واحتجاج دول بأوروبا وأميركا اللاتينية شملها التجسس على الاتصالات.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أوباما أوشك على الانتهاء من عملية المراجعة التي أوصت بها لجنة مراقبة الخصوصية والحريات المدنية المشكلة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001, ومن المقرر أن يكشف عن نتائج المراجعة في كلمة يلقيها في وزارة العدل بواشنطن.
والتقى أوباما الأسبوع الماضي مسؤولين في وكالة الأمن القومي, ووكالة الاستخبارات (سي آي أي) تمهيدا لنشر نتيجة مراجعة برامج وكالة الأمن القومي فيما يتعلق بمراقبة الاتصالات الهاتفية والإلكترونية داخل البلاد وخارجها.
وكان المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن اللاجئ في روسيا منذ يونيو/حزيران الماضي قد كشف عن عمليات تنصت واسعة قامت بها الوكالة في الولايات المتحدة وفي دول أوروبية بينها ألمانيا وإسبانيا وبريطانيا, وأخرى بأميركا اللاتينية بينها البرازيل.
وشملت عمليات التنصت مواطنين غير أميركيين في الولايات المتحدة, واستهدفت عشرات القادة الأجانب بينهم قادة دول حليفة لواشنطن مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأثار الكشف عن تلك المعلومات غضبا في تلك الدول, وسعت واشنطن إلى تهدئتها بالتأكيد على أن عمليات التنصت تندرج ضمن حماية الأمن القومي الأميركي. ويسعى الرئيس الأميركي إلى أن توازن الإصلاحات التي طُلبت منه بين ضمان أمن بلاده, وعدم المساس بخصوصية الأفراد.
وكان أوباما قد قال إن فضح سنودن لعمليات التنصت الواسعة التي كانت تقوم بها وكالة الأمن القومي في الداخل والخارج أضر بثقة الأميركيين في عمل الاستخبارات الأميركية, مؤكدا ضرورة القيام بإصلاحات في هذا المجال.
وعبر رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي أمس خلال اجتماعه بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض عن "ارتياح" بلاده للتفسيرات التي قدمتها الولايات المتحدة بشأن قيام وكالة الأمن القومي الأميركي بالتنصت على الاتصالات داخل إسبانيا.
وقالت تقارير إن الوكالة قامت بالتنصت على ستين مليون اتصال في إسبانيا خلال شهر واحد بين نهاية العام 2012 ومطلع 2013, بينما كشفت صحيفة "إل موندو" أن الاستخبارات الإسبانية سهلت عمليات التنصت تلك.