قبل ثلاث سنوات انطلقت المخرجة الأمريكية المصرية جيهان نجيم بين حشود المحتجين في ميدان التحرير لتوثيق الأحداث المبكرة للثورة المصرية لكنها لم تكن تعرف آنذاك أن فيلمها الوثائقي (الميدان) على موعد مع ترشيحات الأوسكار.
اعلنت ترشيحات الأوسكار يوم الخميس على أن تقيم الاكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما المانحة للجائزة حفلا لتوزيع الجوائز في الثاني من مارس آذار.
وجمعت نجيم (39 عاما) التي نشأت في مكان يبعد عشر دقائق من ميدان التحرير طاقم العمل معها من الميدان مدركة أنه لا يمكنها الاستعانة بأناس من الخارج وتطلب منهم تحمل مخاطر التصوير في وسط الثورة.
وقالت نجيم لرويترز في مقابلة اجريت قبل عشرة ايام "كل واحد من فريق فيلمنا إما طاردته الشرطة أو الجيش في الشارع أو قبض عليه أو تعرض لإطلاق النار في مرحلة ما."
وربما يبدو فيلم (الميدان) بالنسبة للمشاهد دورة دراسية مكثفة في فهم مصر اليوم يقوم بالتدريس فيها المحتجون الذين بدأوا التجمع في ميدان التحرير في يناير كانون الثاني 2011 للمطالبة بإنهاء حكم حسني مبارك الذي دام ثلاثة عقود.
يركز الفيلم على ثلاث شخصيات هي أحمد حسن وهو رجل من الطبقة العاملة في أواسط العشرينات يتسم بالدهاء لكنه يواجه صعوبة في الحصول على وظيفة وخالد عبد الله وهو ممثل بريطاني مصري في أواسط الثلاثينات ويمثل جسرا بين النشطاء والاعلام الدولي ومجدي عاشور وهو عضو في جماعة الاخوان المسلمين في منتصف الأربعينات تعرض للتعذيب في عهد مبارك ويمر بأزمة ثقة بخصوص الثورة والاخوان.
نال (الميدان) جائزة الفيلم الوثائقي بمهرجان تورونتو السينمائي في سبتمبر ايلول كما حصل على جائزة أفضل فيلم من الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية الشهر الماضي.
ويعرض (الميدان) على جمهور كبير لأول مرة يوم الجمعة من خلال شركة نتفليكس التي تعرض الأفلام عن طريق الإنترنت ولها 40 مليون مشترك.
ووافقت نتفليكس على السماح بعرضه في دور العرض السينمائي فيما يتراوح بين ثماني وعشر مدن أمريكية. وسيتم توزيعه أيضا في البلدان التي لا تعمل فيها نتفليكس.
لكن من ناحية أخرى ثمة مكان واحد مهم لا يمكن فيه عرض الفيلم حتى الآن ألا وهو مصر.
وقدم الفيلم إلى هيئة الرقابة على المصنفات الفنية وتنتظر نجيم التصريح بعرضه منذ ثلاثة أشهر تقريبا.
وقالت نجيم "أهم شيء بالنسبة لنا ولكل فريقنا من المخرجين المصريين هو أن يعرض هذا الفيلم في مصر. لذلك سنفعل كل ما بوسعنا من أجل هذا."