بعد أكثر من 80 يوماً على انتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة في السوق السعودية، كشفت السفارة الإندونيسية في العاصمة السعودية الرياض عن مغادرة نحو 15 ألف إندونيسي من السعودية إلى بلادهم، عقب انتهاء المهلة التي أمرت بها السلطات السعودية خلال العام الماضي، فيما قرر أكثر من 62 ألف إندونيسي المغادرة النهائية، عقب إطلاق الحملات التفتيشية في سوق العمل السعودية.

وقال السفير الإندونيسي غاتوت عبدالله منصور لـ «الحياة» إن نحو 96 ألف مقيم إندونيسي راجعوا السفارة في الرياض والقنصلية العامة في جدة بهدف الاستفادة من مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة في سوق العمل السعودية، مضيفاً «وإن حوالى 34 ألف شخص استطاعوا تصحيح أوضاع بقائهم في السعودية إلى طريقة نظامية وقانونية، ليواصلوا عملهم في البلاد، في حين قرر نحو 62.378 شخصاً المغادرة النهائية إلى إندونيسيا».

وبين غانوت أن عدد العمالة الإندونيسية التي تم ترحيلها من السعودية حتى الآن بلغ نحو 15 ألف مقيم إندونيسي، لافتاً إلى أن عملية الترحيل تمت بإجراءات مختلفة، «إذ يوجد من رُحل على حسابه الخاص، ومنهم من تم ترحيله على حساب الحكومة الإندونيسية، وبخاصة المرضى الذين لا يملكون ما يمكنهم من المغادرة، ومنهم من تم ترحيلهم على حساب الحكومة السعودية بحسب الأعراف الدولية التي تتعلق بترحيل الوافدين المخالفين لأنظمتها لإعادتهم إلى بلدانهم».

وأشار إلى أن هروب بعض العمالة من كفلائهم شكّل صعوبة كبيرة في تصحيح أوضاعهم في العام الماضي، إذ كانت الأوراق الثبوتية مثل جواز السفر والإقامة موجودة لدى الكفيل، مؤكداً عدم وجود اتفاق على الحلول المناسبة حتى نهاية فترة تصحيح الأوضاع لإنهاء هذه المعضلة.

وتابع «تتمثل صعوبة معظم المواطنين الإندونيسيين لاستيفاء الشروط المطلوبة من السلطات السعودية والجهات المختصة في هذه الإجراءات في تقديم جواز السفر القديم أو أصل الإقامة ونظام البصمة، إضافة إلى تخصيص القليل من الوقت لكل جنسية، إذ تمنح الجهات السعودية المختصة كل جنسية يوماً واحداً فقط في كل أسبوع، إذ إن كل هذه المعوقات كان من شأنها أن تعرقل عملية التصحيح عموماً للجالية الإندونيسية».

يذكر أن القنصلية الإندونيسية في محافظة جدة شهدت ازدحاماً أثناء مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، ما تسبب في تحويل الازدحام إلى حالات شغب وتجمهر في التاسع من حزيران (يونيو) من العام الماضي، ما أدى إلى اندلاع النيران بالقرب من الحرم الدبلوماسي، ونتج من ذلك وفاة سيدة، وإصابة 17 إندونيسياً بسبب التدافع والاختناق.