أغلقت المديرية العامة للشؤون الزراعية في المنطقة الشرقية، مزرعة تستخدم مياه الصرف الصحي في ري مزروعاتها. فيما غرّمت صاحبها 50 ألف ريال، وأزالت 14 بيتاً محمياً فيها، تقدر كلفتها بـ300 ألف ريال، بحسب ما أوضح المدير العام لـ «زراعة الشرقية» المهندس سعد المقبل، إلى «الحياة» والذي توعد بفرض «عقوبات صارمة» على المَزارع التي تستخدم مياه الصرف الصحي.
وكان متسوقون أبلغوا «الحياة»، عن خضراوات تباع في أحد المحال التجارية الشهيرة في المنطقة الشرقية، وجدوا طعم مياه الصرف الصحي في مذاقها، مؤكدين أنها ليست المرة الأولى التي يعثرون فيها على مثل هذه «الملوثات»، منتقدين إدارة صحة البيئة في أمانة الشرقية، والمديرية العامة لشؤون الزراعة في المنطقة.
وطالب المتسوقون بـ «محاسبة المقصرين في الرقابة على المزروعات، وتكثيف الرقابة الصحية على الخضراوات والفواكه التي تدخل إلى المنطقة»، مؤكدين أن رائحة الصرف الصحي في الحشائش التي اشتروها كانت «واضحة، وتحديداً في السبانخ، وزادت الرائحة أثناء الطبخ». وقال سعد الخطيب، وهو أحد المتضررين: «تفاجأت زوجته برائحة كريهة فور بدء الطهي».
وأضاف الخطيب، «اشتريتُ ومجموعة من أصدقائي خضراوات وفاكهة نظيفة ذات جودة عالية من محل تجاري شهير؛ بعد أن كنا نشتري من الأسواق العادية والبسطات، حيث لاحظنا رداءة نوعية الخضراوات، لاسيما رائحتها التي تشبه رائحة السمك، وأخرى بطعم مياه الصرف الصحي، فقررنا الشراء من محال معروفة، لضمان جودة الخضراوات ونظافتها وعدم تلوثها، إلا أن النتيجة كانت نفسها»، لافتاً إلى أن هذا الأمر «ليس بشكل مستمر، فأحيانا تبدو الخضراوات نظيفة وخالية من الملوثات والروائح، وأحياناً تكون سيئة ولا يمكن تناولها، ونفضل رميها والتخلص منها، خوفاً من أضرارها على الصحة».
بدوره، كشف المدير العام للشؤون الزراعية في المنطقة الشرقية سعد المقبل، في تصريح إلى «الحياة»، عن وجود لجنة مختصة لمراقبة ري المزروعات بمياه الصرف الصحي، وهي «لجنة سقيا المزارع بمياه الصرف الصحي»، التي تم تشكيلها من قبل إمارة المنطقة وتتكون من: الإمارة، والشرطة، والأمانة، والشؤون الزراعية، والشؤون الصحية، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وهيئة الغذاء والدواء».
وحول نتائج الجولات الميدانية للجنة، ذكر المقبل، أنه «خلال الفترة الماضية نفذت اللجنة برنامجاً للكشف عن المزارع، وتمكنت من رصد مزرعة تقع في مخطط «طفيح الزراعي»، تستخدم مياه الصرف الصحي لري المزروعات، الموزعة على 14 بيتاً محمياً، أزيلت جميعها، إضافة إلى إتلاف بذور وأجهزة ري بالتنقيط، ومزروعات مكشوفة، بينها: طماطم، وملفوف، وزهرة، وخس»، مقدراً كلفتها بـ300 ألف ريال. وقال: «تم اتخاذ الإجراء المناسب في حق صاحب المزرعة وتغريمه 50 ألف ريال، وإغلاق المزرعة لمدة عامين».
وأكد مدير زراعة الشرقية أن «اللجنة تواصل عمل الجولات الميدانية الرقابية، وحتى الآن لم يسجل أي استخدام لمياه الصرف الصحي في لجنة سقيا المزارع، عدا هذه الواقعة». وكان المقبل، كشف في تصريح نشرته «الحياة» أول من أمس، أن 5 في المئة من المنتجات الزراعية في المنطقة تحوي بقايا مبيدات. واستعرض جهوداً يقوم بها قسم الإرشاد الزراعي في الوزارة للحد من استعمال المبيدات الزراعية وترشيده. وقال: «إن الإرشاد الزراعي تمكّن من الوصول إلى خلو 95 في المئة من المنتجات الزراعية من بقايا المبيدات. فيما تمكن من إيصال نسبة المَزارع المطبقة لنظام الري الحديث إلى 90 في المئة».