كشف مدير جمعية «كفى» لمكافحة التدخين والمخدرات بمكة المكرمة إبراهيم بن أحمد الحمدان عن وجود مليونى امرأة مدخنة للسجائر والسيشة في المجتمع السعودي وأن نحو 50% من منسوبي التربية والتعليم يدخنون.

وأكد ضرورة إيجاد قوانين وأنظمة تكافح ظاهرة بيع التبغ وتفعيل الأمر السامي بجعل مكة خالية من التدخين، وقال: إن نحو 1000 حاج أقلعوا عن التدخين في موسم الحج الماضى وقد استفاد من خدمات الجمعية أكثر من 8 ملايين مواطن ومقيم وزائر وحاج ومعتمر.

وفيما يلي نص الحوار:

* بداية نود تعريف القارئ بالجمعية وأعمالها ورسالتها والهدف من تأسيسها ؟

** الجمعية اسمها «الجمعية الخيرية للتوعية بأضرارالتدخين والمخدرات» والتي تم اختصار اسمها إلى كلمة «كفى» وهي تعني بالتوعية والتثقيف والعلاج للذين وقعو في آفة التدخين وهي تقوم ببرامج مجتمعية متنوعة على جميع المستويات من إدارات التعليم والطلاب والقطاعات العسكرية والمساجد وإقامة المعارض المتنقلة والثابتة ومناصحة المحلات التجارية التي تبيع الدخان وتوعية زائري الجمعية وإقامة الدورات التدريبية والتأهيلية والتوعية عبر المخيم الثابت للجمعية والعيادات الثابتة والمتنقلة وتحرص الجمعية على نشر رسالتها خصوصًا في مكة المكرمة هذا البلد المقدس الذي يتوجه إليه الناس من كل مكان والحمد لله الجمعية تحظى بإقبال كبير من فئات المجتمع «المدخنين» للتعرف على أعراض التدخين فرسالةالجمعي مجتمع «بلا تدخين ولا مخدرات» توعية فئات المجتمع بالآثار السيئة للتدخين والمخدرات وتفعيل قاعدة (الوقاية خير من العلاج) والتعاون مع المؤسسات التعليمية لتحصين الشباب ضد الوباء القاتل وتصحيح المفهوم الخاطئ لديهم من أن التدخين من مظاهر اكتمال الرجولة ودعم العيادات الخيرية والمراكز ذات العلاقة في نطاق عمل الجمعية لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين وتوفير قاعدة معلومات شاملة عن التدخين والمخدرات وأضرارهما المدمرة والتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الأخرى.

تفاعل المجتمع

* هل المجتمع عامة تفاعل مع الجمعية خاصة غير المدخنين لدعم رسالتها ؟

** الحقيقة التفاعل في مكة كبير جدًا من أجل أن يكون هذا البلدالطاهر المبارك «بلا تدخين ولامخدرات» ومكة هي أفضل وأعظم بقعة على وجه الأرض وعندما يأتي الزوار والمعتمرين إلى هذه المدينة ويرونها نقية بدون مظاهرالتدخين أو المخدرات هي رسالة للعالم أن هذه البقعة مقدسة لدى الأمة الإسلامية وندعو المواطنين والمقيمن والزوار إلى الكف عن التدخين عند دخولهم مكة المكرمة احترامًا لقدسية المكان ولا يليق بالعاقل التدخين في بلد الله الحرام، وهناك محلات تبيع الدخان، لكن للأسف لا زال هناك بعض المخالفين لهذه التعليمات وربما لعدم وجود العقاب الرادع في بيع السجائر.

وهناك أوامر سامية بجعل مكة المكرمة والمدينة المنورة مدينتين خالتين من التبغ وهناك تجاوزات من أصحاب المحلات التجارية الذين يبيعون هذه الآفات لمجتمعنا وأبنائه، نطالب الجهات المختصة بعقوبات رادعة لمن يضبط وهويبيع «التبغ» في المدينتين المقدستين كذلك رقابة مكثفة من الجهات المسؤولة على هذه المحلات التي تبيع «السجائر».

* ما هي الجهة التي تدعم نشاط هذه الجمعية «كفى» ؟

** هذه جمعية رسمية مسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية وتحت إشرافها ورئيسها الفخري هو صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة وهذا مما يقوي هذه الجمعية ويدعمها لدى الجهات الأخرى، كما يشرف على الجمعية في مكة المكرمة الداعية الإسلامي المعروف الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني، أما الدعم المادي فالجمعية تعاني مع الأسف الشديد ضعف الدعم المادي رغم أنها حمل على عاتقها رسالة كبيرة جدًا وهي مكافحة التدخين والمخدرات، ونتطلع للدعم الكبير خاصة أن مصلحة الجمارك تتقاضى ضرائب كبرى على شركات التبغ فمن المفترض أن تقسم وتكون الجمعية ضمن الجهات التي تدعم من هذه الضرائب حتى تقوم بدورها في توعية وتثقيف المجتمع بأضرار هذه الآفة.

* كم عدد الذين راجعو الجمعية لطلب الإقلاع عن التدخين ؟

** بتوفيق الله عدد الذين أقلعوا عن التدخين عن طريق الجمعية في حج عام 1434هـ قرابة ألف حاج من مختلف الجنسيات والجمعية في موسمي رمضان والحج تقدم رسالة عالمية، ومن المشكلة التي نعاني منها عدم وجود إحصائيات دقيقة في موضوع التدخين ونحن نطالب وزارة الصحة الإعلان عن إحصائيات حقيقية لإعداد المدخنين، لأننا نلاحظ كجمعية تمارس عمل التوعية والتثقيف نجد أن أعداد المدخنين في زيادة كبيرة ولا توجد إحصائيات رسمية، لأنها أحد أسباب حل المشكلة، والإحصائيات الموجودة غير صحيحة وغير دقيقة ونحن نرى معاناة المدارس مع الطلاب المدخنين، لأن بعض المدارس يصل عدد المدخنين إلى 50% وهذا شيء مؤلم ولا يوجد دراسات وإحصائيات لدى الجهات المسؤولة لمحاربة هذه الآفات التي تعتبر خطيرة على المجتمع ونحن نعلم أن تعاطي التبغ خصوصًا في السنوات الأولى من مراحل التعليم، بوابة لتعاطي المخدرات والآفات الأخرى.

برامج وقائية

* ما هي البرامج الوقائية التي تقوم بها الجمعية ؟

** المهمة الرئيسية والشعار الرئيسى للجمعية «الوقاية خير من العلاج» فنحن نهدف بالدرجة الأولى في وقاية من لم يقع في هذه الآفة بأن هذه الآفة تسبب الأضرار الجسيمة على جسم الإنسان وصحته ثم توعية من وقع في هذه الآفة وتقديم العلاج المجاني لمن لا يستطيع تحمل نفقات العلاج، ولدينا نشاط في توزيع المطويات ومنذ افتتاح الجمعية ومركزها الرئيسى في جدة ولديها فرع في مكة المكرمة والطائف والليث والقنفذة، وفرع جديد في بحره، والجمعية وزعت ملايين النشرات منذ افتتاحها عام 1425 في جدة وفي عام 1428 افتتح فرع مكة وعدد المستفيدين من الجمعية تجاوز 8 ملايين مستفيد من المدخنين وغيرهم.

* ما هي المراحل التي يمرعليها الراغب في ترك التدخين ؟

لا شك أن أساس العلاج يعتمد على الإرادة الداخلية للشخص الحقيقة علاج المدخنين يمر بعدة مراحل تبدأ بتوعية وتثقيف المدخن عن أضرار هذه الآفة على جسم الإنسان، ثم مرحلة العلاج بدخول المدخن للعيادة الطبية ومقابلة الطبيب وعرض الحالة كاملة والمعاناة التي يعانيها المدخن ثم وضع برنامج علاجى وقائي لهذا المدخن بداية بدخوله على الجهاز المساعد في الإقلاع عن التدخين، والمرحلة الأخيرة هي برنامج المتابعة لا يدخل مدّخن للجمعية إلا ونقوم بمتابعة حالته حتى بعد خروجه لعدة أشهر والتأكد من إقلاعه أو لم يقلع ولدينا سجلات مثبتة فيها برنامج المتابعة والحمد لله نجد الثناء والشكر الكبير من هؤلاء المدخنين بأن الجمعية كانت سببًا في إقلاعهم عن التدخين، والقناعة الداخلية بالتدخين وعدمه موجودة ويستطيع الإنسان ذاته ونحن نساعد بإذن الله على أن تكون هذه الإرادة واقعية، ولا يوجد مدخن إلا ولديه رغبة صادقة في ترك التدخين ولكن من يحرك هذه الرغبة ومن يساعد نحن بإذن الله نقوم بهذا الدور.

القسم النسائي

* هل يوجد قسم نسائي خاصة أن التقارير تشير وجود نسبة كبيرة من المدخنات في المجتمع ؟

** آخر إحصائية في موضوع تدخين المرأة كانت عام 2009م وأعلنت وزارة الصحة أن عدد المدخنات بلغ 1.2 مليون والآن العدد تجاوز مليوني مدخنة بين النساء ممن يدخنون السيجارة والمعسل والشيشة، وكلها من منتجات التبغ، والجمعية في فرع مكة المكرمة لم تدشن قسم نسائي بسبب ضعف الدعم المادى ويوجد كوادر وموقع جاهز.

* كم عدد المقلعين عن التدخين شهريًا ؟

** ليس لدينا إحصائية دقيقة ولكن لدينا تقرير سيصدر خلال الأسبوعين القادمة عن أعمال الجمعية منذ افتتاحها حتى نهاية العام المنصرم 1434 ويضم عدد المستفيدين من برامج الجمعية والعيادات.