أبلغ مسؤولون باكستانيون رويترز أن السعودية أقرضت باكستان 1.5 مليار دولار الشهر الماضي لمساعدة إسلام آباد في تعزيز احتياطياتها من النقد الأجنبي والوفاء بالتزامات خدمة الديون وتنفيذ مشاريع ضخمة في الطاقة والبنية التحتية.
وساهمت المساعدة السعودية في تعاف قوي للروبية الباكستانية التي ارتفعت إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر عند 97.40 من 105.40 مقابل الدولار بين الرابع والثاني عشر من مارس آذار وهو أقوى صعود لها في 30 عاما.
وقال مسؤول باكستاني كبير لرويترز "السعودية قدمت 1.5 مليار دولار مما ساعد في إنقاذ الروبية." وطلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالكشف عن مصدر التمويل وغرضه.
وأحجم محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) عن التعليق ولم يذكر المسؤولون تفاصيل عن شروط القرض.
وقال مسؤول كبير آخر مقيم في لاهور إن الأموال أودعت في حساب صندوق تنمية باكستان الذي يستخدم لتلقي الأموال المقدمة من "الدول الصديقة" مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقال المسؤول الثاني "حصلنا على تعهد بثلاثة مليارات دولار إجمالا منها 1.5 مليار دولار تسلمناها حتى الآن."
ولرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف علاقات وثيقة وقديمة مع الأسرة الحاكمة في السعودية. وبعد الإنقلاب العسكري الذي أطاح بحكومته الثانية في 1999 أقام شريف في السعودية.
ويصف الأمير الوليد بن طلال رجل الأعمال السعودي وعضو الأسرة الحاكمة شريف بأنه "رجل السعودية في باكستان".
وأكد وزير المالية الباكستاني إسحاق دار يوم الأربعاء إيداع 1.5 مليار دولار في صندوق التنمية لكنه لم يذكر المصدر.
وقال للصحفيين "لماذا تريدون تعرية أصدقائنا؟ الدول التي ساعدتنا لا تريد الكشف عن المصدر."
كان دار أعلن عن إقامة الصندوق الجديد في 18 فبراير شباط بالتزامن مع اختتام ولي العهد السعودي ونائب رئيس الوزراء الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود زيارة لباكستان استمرت ثلاثة أيام.
كذلك التقى القائد الجديد للجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف بالملك عبد الله وكبار القادة العسكريين السعوديين خلال زيارة للملكة قبل أسبوعين من إقامة الصندوق الجديد.
ومن بين كبار الشخصيات السعودية التي زارت باكستان هذا العام أيضا وزير الخارجية سعود الفيصل والأمير سلمان بن سلطان نائب وزير الدفاع.
وبحسب وزارة المالية الباكستاني بلغ إجمالي الاحتياطيات الرسمية - شاملة المليار ونصف المليار دولار التي ضخت أخيرا - 9.52 مليار دولار في 11 مارس آذار. ومن المتوقع الحصول على شريحة قرض ثالثة قيمتها 550 مليون دولار من صندوق النقد الدولي قبل نهاية مارس آذار لتقترب الاحتياطيات من عشرة مليارات دولار.
ومن المنتظر أن تحصل باكستان على 150 مليون دولار من البنك الإسلامي للتنمية في مارس آذار وما بين 150 و200 مليون دولار من صندوق دعم التحالف وهو جزء من جهود الحرب التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان.
وتطلق باكستان إصدار سندات خارجية قيمته 500 مليون دولار في مايو أيار وتنوي جمع مليارات الدولارات من عمليات الخصخصة بحلول يونيو حزيران.
واستفادت الروبية أيضا من زيادة في الاستثمار الأجنبي وتحويلات الباكستانيين في الخارج. وزادت التحويلات 11 بالمئة إلى 10.2 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من السنة المالية الحالية.
وعزت وزارة المالية تعافي العملة أيضا إلى فرض عقوبات على المصدرين الذين يحجزون إيرادات التصدير في الخارج وتحذيرات للمضاربين في سوق الصرف الأجنبي.