أقدمت إدارة الإقامة الجامعية منصورة 3 بتلمسان، على تكريم طالباتها المقيمات بذات الحي بمناسبة عيد المرأة العالمي المصادف للثامن من مارس بمصاحف للقرآن الكريم، مدنسة بصور لفنانات شبه عاريات، حيث تفاجأت أكثر من 200 طالبة لدى فتحها لغلاف الهدايا ليلة أول أمس، بمصاحف مغلفة بصور لفنانات عوض غلافها المألوف المزخرف بالزخرفة الإسلامية و المكتوب عليه المصحف الشريف.
وظهر للطالبات لدى معاينة واجهتها الأولى أن الهدية تتعلق بكتاب الله، وبعد التدقيق في الصفحة الأولى تقول إحدى الطالبات في اتصال بـ"الشروق"، اكتشفن أن الصفحة الكرتونية للمصحف الشريف تتضمن صور لمغنيات لبنانيات وسوريات في وضعيات شبه عارية (هيفاء وهبي، إليسا، نانسي عجرم وميادة الحناوي وممثلات مصريات كإلهام شاهين وأخرى صور لحيوانات على واجهة هذه المصاحف يتم اكتشافها بسهولة بعد التمعن في الصفحة الكرتونية الأولى والأخيرة.
هذه الفضيحة المدوية هزّت الإقامة الجامعية، وأرغمت الطالبات المقيمات بها على الخروج والاحتجاج و التجمع أمام مبنى الإدارة ليلة أول أمس، مرددات شعارات "لا إله إلا الله محمد رسول الله وحسبنا الله و نعم الوكيل"، أخرى تنادي بالقصاص من مدنسي كتاب الله. ولم تفهم لحد الآن خلفيات هذا التصرف غير الأخلاقي، ولا المتسببين فيه إن كانوا المشرفين على مصلحة النشاطات الثقافية باعتبارهم المسؤولين على اختيار نوع الهدايا، أو الممول أو البائع الذي زود الإقامة بهذه المصاحف أو المؤسسة، أو الشركة التي صنعت هذه المصاحف.
وفي السياق كشفت مصادر أمنية، ان تحقيقات معمقة تجريها فرقة متابعة القضايا الإنسانية التابعة لجهاز الأمن بتلمسان، مع العاملين بالمصلحة، وكذا مديرة الإقامة التي كشفت بشأنها المعلومات أنها هي الأخرى تفاجأت بهذه الإهانة التي طالت أعظم رمز للإسلام والمسلمين وهو القرآن الكريم. وأكدت مصادرنا أن الطالبات اللواتي خرجن للاحتجاج للمطالبة بتفسير هذه الحادثة التي اعتبروها من جهة إهانة لكتاب الله، ومن جهة ثانية للطالبة المقيمة بهذا الحي الجامعي، هذا وقد تم إخطار مصالح الأمن ليلتها التي قدمت وتدخلت لتهدئة المحتجات وإعادة الأمور لطبيعتها، قبل أن تقوم بفتح تحقيق مع القائمين على مصلحة النشاطات الثقافية ومديرة الإقامة.
وفي اتصال مع الشروق، أوضح مدير الخدمات الجامعية (2) شوقي بن عيسى، أن الإدارة غير مسؤولة عن تدنيس هذه المصاحف لأنها اقتنتها مغلفة بطريقة محكمة لا يمكن رؤية صور الفنانات لواجهتها بالعين المجردة، مضيفا انه تم رفع دعوى قضائية ضد الممون وهو تاجر من تلمسان، والذي بدوره ولدى التحقيق معه اتهم الشركة المنتجة لهذه المصاحف المتواجد مقرها في الجزائر العاصمة، مشيرا في نفس الوقت ان الحادثة استغلتها أطراف وتنظيمات طلابية أقصيت من مسابقة المتصرفين الإداريين للدفع بالطالبات للخروج بعد أسبوع من إهداء هذه المصاحف الشريفة.