اقترح زعيم التتار في شبه جزيرة القرم،السبت، أن تسعى الأقلية المسلمة من السكان الأصليين البالغ تعدادهم 300 ألف نسمة للحصول على حكم ذاتي في شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود والتي ضمتها روسيا من أوكرانيا.
واجتمع المتحدرون من عرقية التتار من جميع أنحاء القرم في مدينة بختشي سراي لعقد مؤتمر طارئ لاتخاذ قرار حول مصير هذه الأقلية المسلمة البالغ عدد أعضائها نحو 300 ألف شخص في شبه الجزيرة.
ونقلت وكالات أنباء عن زعيم التتار رفعت شوباروف قوله:"تأتي لحظة في حياة كل شعب يتعين عليه فيها اتخاذ قرار بشأن مستقبله".
وحث شوباروف المشاركين في المؤتمر الذي جرى في مركز تابع لهذه الأقلية، على التصويت على مسودة قرار تدعو إلى "اطلاق إجراءات سياسية وقانونية للحصول على الحكم الذاتي على الأراضي القومية لشعب التتار في القرم على أراضيه التاريخية".
وتشير المسودة إلى مخاوف تتار القرم حول الاضطرابات التي شهدتها شبه الجزيرة مؤخرا بعدان قامت مليشيا موالية لروسيا والقوات الروسية بطرد الجنود الأوكرانيين عقب الاستفتاء الذي صوتت بموجبه شبه الجزيرة على الانشقاق عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.
وكان من بين أكثر من 200 مشارك في المؤتمر، عدد من المسؤولين الروس والقادة الدينيين مثل المفتي رافيل غينوتدين وهو من عرقية التتار.
وقال المفتي وسط تصفيق الحضور إن "هذه الأرض هي القرم وهي وطن تتار القرم".
وأضاف:"أدعو الله أن تتخذوا القرارات التي ستساعد شعب التتار في القرم"، مضيفا أن العديد من المناطق في روسيا تسكنها عرقيات متعددة "وتعرف كيف تبني السلام في وطننا المشترك للعيش حياة جيدة".
إلا أنه قال "إذا اتيحت للروس في القرم فرصة تقرير مصيرهم "فعليهم أن يدركوا أن تتار القرم كذلك لهم نفس الحق".
ويخشى التتار من الحكم الروسي بسبب تاريخ الاتحاد السوفياتي في تعامله معهم. فقد أمر الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين بطردهم من وطنهم القرم إلى وسط آسيا في نهاية الحرب العالمية الثانية بعد اتهامهم بالتعاون مع النازية، وتردد ان نصفهم ماتوا في طريقهم إلى المنفى. ولم يسمح لمن تبقى منهم بالعودة إلى القرم حتى أواخر ثمانينات القرن الماضي.