تنظر محكمة بريطانية الثلاثاء في قضية هي الأولى من نوعها حيث يتهم طبيب ومساعده بإجراء عملية لختان الإناث في أحد المستشفيات وهو أمر ممنوع قانونيا في بريطانيا.
ورغم أن القائمين على مكافحة الختان يعتبرون أن هذه المحاكمة ستساهم في تعزيز جهودهم لكنهم يرون أيضا أنها مجرد بداية لإجراءات قانونية كثيرة مطلوبة.
سكاي نيوز عربية التقت عائشة أداني وهي إحدى العاملات في مجال مكافحة ختان الإناث وقد تعرضت هي نفسها لهذه العملية.
ورغم هول التجربة التي مرت بها عائشة فإنها ترفض أن تعتبر نفسها ضحية، وهي تقول إن تعرضها للختان في سن السادسة عندما كانت في مالي موطنها الأصلي، جعلها تصمم على بذل كل ما في وسعها لمكافحة هذه الظاهرة والتصدي لها.
وفي حديثها لسكاي نيوز عربية قالت عائشة أداني وهي متخصصة في مكافحة ختان الإناث في أحد المستشفيات شرقي لندن إنها تفضل أن يطلق عليها مقاتلة ضد ختان الإناث، وهذا ما كرست نفسها له لأن التجربة الصعبة دفعتها لأن تبحث عن النساء اللائي تعرضن لشئ مماثل وتسعى لمساعدتهن بكل الوسائل.
لم تكتف عائشة بمساعدة من تعرضن لهذه التجربة المؤلمة كما تصفها، ولكنها تأمل أن تساعد العيادة الطبية التي ستفتتحها في مايو المقبل في نشر الوعي أكثر وأكثر بحجم مشكلة ختان الإناث في بريطانيا سعيا وراء القضاء عليها بشكل كامل.
وتقول عائشة أيضا إن ما تسعى إليه هذه العيادة سيكون علاج مختلف المشاكل النفسية والبدنية والجنسية التي تعاني منها من تعرضن لختان الإناث والأهم هو نشر الوعي بحجم المشكلة ومواجهتها بشتى السبل.
تتحدث الأرقام عن نحو سبعين ألف امرأة في بريطانيا تعرضن لعملية الختان كما أن هناك نحو عشرين ألف فتاة سنويا يواجهن خطر التعرض لهذه العملية، ورغم القوانين الصارمة التي تمنع إجراء هذه العملية بل وتعاقب من يصطحب طفلا إلى خارج بريطانيا لإجرائها، يرى الخبراء أن هناك الكثير مما ينبغي فعله.
وتقول البارونة روث رينديل الرئيس الشرفي لمجموعة مكافحة ختان الإناث "إن هناك جوانب طبية لهذه الظاهرة إضافة إلى جوانب نفسية واجتماعية يتعين التعامل معها جميعا بهدف التوصل إلى حل حاسم للمشكلة".
وتبث مجموعة مكافحة الختان العديد من المواد الفيلمية والمطبوعات، تحاول كما يقول القائمون على المجموعة تصوير عمق المشكلة وتأثيراتها النفسية والبدنية على من يتعرضن لها.