وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حدا لمعاناة المواطن سعيد محمد الشهراني مع المرض الغامض الذي اغتال 5 من أطفاله على مدار السنوات الماضية، ويهدد طفلته الأخيرة «روضة» بنفس المصير، فبعد اطلاعه -حفظه الله- على معاناة المواطن أصدر أمرا عاجلا بنقل الطفلة إلى أحدث مركز طبي متخصص في العالم لتشخيص مرضها، وعلاجها، وتوفير كامل الرعاية لها ولمرافقيها، وكلف -رعاه الله- صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني بمتابعة ملف الطفلة من حيث تقيم مع أسرتها في منطقة عسير، وحتى عودتها سالمة معافاة إلى أرض الوطن.

وعليه باشر الأمير متعب تنفيذ الأمر الكريم، حيث وجه سموه أكثر من جهة بالتنسيق مع المواطن الشهراني، واستكمال إجراءات إخلاء طفلته ومرافقيها إلى أشهر المراكز الطبية بالولايات المتحدة الأمريكية. وتوفير كامل الرعاية لها ولمرافقيها.

والد الطفلة سعيد الشهراني الموجود حاليا برفقة زوجته في الرياض لإنهاء إجراءات السفر، أكد أن ما لقيه وزوجته من اهتمام ورعاية منذ صدور الأمر الكريم كان كافيا لإدخال الطمأنينة إلى نفسيهما، وكرس شعورهما بأنهما في كنف الملك الحاني، وأن معاناتهما الاستثنائية المستمرة منذ سنوات قد انتهت، وأن الأمل في بقاء طفلتهما الصغرى على قيد الحياة بات ممكنا بعد الاتكال على الله سبحانه ثم استنادا إلى دفء الحضن الذي ضم طفلتنا «روضة».

ويروي الشهراني قصة المرض الذي فتك بأطفاله الخمسة، وبدأ يهدد الطفلة السادسة:

أعراض المرض الغامض عبارة عن خمول وزوغان في العين ثم شرود ذهني وصعوبة في التنفس، وتبدأ عندما يصل عمر الطفل 6 أشهر، ثم تسوء الحالة بعد ذلك وعند اكتمال عمره عاما واحدا يتوفاه الله.

وكانت البداية قبل ما يقارب الخمسة عشر عاما عندما مرض أحد أطفالي وذهبت به إلى أحد المستشفيات في عسير، حيث أجريت له التحاليل وعدت إلى منزلي، فبدأت حالته تسوء إلى أن توفاه الله، وهكذا مع بقية أبنائي الأربعة، وقد عرضت الأطفال على المستشفى التخصصي والعسكري ومعظم المستشفيات الكبيرة في المملكة واستعصى بعد إجراء التحاليل والأشعة تشخيص الحالة.

وبعد أن رزقت -يضيف الشهراني- بروضة صدمت بإصابتها بنفس الأعراض فيما نجا توأمها الذكر، قررت توجيه رسالة مباشرة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله إدراكا مني أنه ملاذنا بعد الله سبحانه، فغمرنا -أمد الله في عمره- بعطفه ورعايته، وقريبا سنغادر إلى أمريكا عل الله أن يكتب لابنتنا الشفاء، ويقر عين والدتها التي أعيتها المعاناة.