شكل مشهد لطلاب ملتزمين استمروا في الجلوس بالمقاعد الجانبية لمبنى المؤتمرات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رغم رفع أذان الظهر، منظرا مستغربا لمدير الجامعة الدكتور سليمان أبا الخيل، الذي قام بنهر الطلاب على جلوسهم، رغم أن موعد الصلاة قد حان.

وأنكر أبا الخيل عقب حضوره حلقة نقاش عن "كتابة التاريخ الوطني.. الفكرة والرؤية"، عدم استجابة مجموعة من الطلاب الذين يظهر عليهم جانب الالتزام الديني، لنداء صلاة الظهر، قائلا لهم إنه من المفترض أن يكونوا خير عون لزملائهم الطلاب وتوعيتهم ونصحهم بضرورة أداء الصلاة في وقتها، لا الجلوس وقت الصلاة على المقاعد.

وفي موضوع الندوة، شدد مدير جامعة الإمام خلال كلمته، على أهمية تعزيز التاريخ الوطني في نفس الشخص قبل كل شيء، مناديا بضرورة أن "تمتد أيادينا إلى من عصفت بهم العواصف، وأثرت بهم الأهواء والاتجاهات، فأصبحوا ينادون بأممية ليبعدوا عن قيم الوطن وحبه".

وأضاف أبا الخيل: "أن هؤلاء أصبحوا ينادون بشرقية وغربية، حتى لا يكون لديهم ارتباط بدينهم وعقيدتهم ووطنهم، ولا يكون لهم اهتمام بالتأريخ الوطني السعودي القرآني المتبع لسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، مضيفا بالقول "فإذا كان أحد ينادي بالجهاد في أي مكان من دول العالم قريبة أو بعيدة، فإن تعليم هذا التاريخ المرتبط بالمبادئ وهذا الدين هو الجهاد في سبيل الله، وهذا ما قرره علماؤنا المحققون كأمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله".

وقال مدير الجامعة: "وإن الأمم على مختلف مستوياتها وتنوع تخصصاتها، لا يمكن أن تحافظ على هوياتها، وأن تقوى من داخلها، وتعتز بمبادئها إلا إذا كان تاريخها نبراسها يضيء الطريق لها، فلنبتعد عن التسويف وعن المزايدات، وعن كل ما يصرفنا عن أن نعتز بتاريخنا الوطني، وأن نقوم بما يلزمنا تجاهه، فهو بعد الله عز وجل، سبب لما ننعم فيه من هذه الخيرات والفضائل".

وتابع أبا الخيل:" ولا ننظر إلى تلك الدعوات والتوجهات التي تدس "السم" بـ"العسل"، وتحسن القبيح وتقبح الحسن، من أجل أن نبتعد عن معيننا الصافي، ومنبعنا الوافي من هذه البلاد، كما نرى أن السهام موجهة إلى هذه البلاد وأهلها من كل حدب وصوب، ينتقدون منهجنا ويلبسون في عقدتنا ويطعنون في تاريخنا، ويحاولون زعزعة أمننا، وخلخلة تواصلنا مع ولاة أمرنا، فليس المقصود فلانا أو علانا، فالمقصود الكيان بمبادئه وثوابته".