فشلت القوات الحكومية العراقية في اقتحام مدينة الفلوجة غربي بغداد، بعد أن شنت هجوما واسع النطاق على المدينة من الجنوب الشرقي سمّـته "تصفية الحساب"، فيما تسبب القصف الحكومي للمدينة بسقوط 17 قتيلا وجريحا من المدنيين بينهم عدد من الأطفال.

وقال شهود عيان من المدينة إن المسلحين من أبناء العشائر تمكنوا من صد الهجوم الذي نفذته القوات الحكومية وإنهم أرغموها على التقهقر إلى جنوب الفلوجة (60 كلم غرب بغداد). وأضاف الشهود أن طائرات ومروحيات القوات الحكومية قامت بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة وأنها تسببت بإحداث دمار كبيرة بمنازل المدنيين.

ومن جانبها قالت وزارة الدفاع العراقية إن قوات عراقية كبيرة الحجم تقوم حاليا وبإسناد جوي حربي بتنفيذ عملية عسكرية تعرضية واسعة النطاق ومباغته على حد وصفها، على عدة محاور في الفلوجة تستهدف أوكار ما سمته عصابات داعش والقاعدة ومن تحالف معهم.

وأضافت الوزارة في بيان أن قوات برية وجهاز مكافحة الإرهاب وسلاح القوة الجوية وطيران الجيش بالتعاون مع قوات وزارة الداخلية اشتركت بالعملية والتي استهدفت مناطق السجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة. ووصف بيان الوزارة الجسر بانه يعد الممر الرئيس للجماعات المسلحة.

وأشار البيان إلى أن "القوة المهاجمة تمكنت من من قتل الكثير من المسلحين والاستيلاء على اعداد كبيرة من أسلحتهم وعجلاتهم"، وقال البيان إن "القوة المهاجمة مازالت تديم الزخم العسكري لهجومها لمطاردة الفارين من المسلحين". ولم يعط البيان أية تفاصيل عن حجم الخسائر التي تكبدتها القوات المهاجمة.

وأفاد المجلس العسكري في الفلوجة أن العميد الركن أبو الفدا الزبيدي وهو قائد العمليات الخاصة في المجلس العسكري، قد قـُتل في المعارك.

وعن الخسائر في صفوف المدنيين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس أطباء مستشفى الفلوجة أحمد شامي قوله إن ثمانية أشخاص -بينهم طفلان- قتلوا وأصيب تسعة -بينهم طفلان أيضا- بجروح جراء القصف والاشتباكات.

كما نقلت الوكالة عن محمود الزوبعي -وهو أحد زعماء عشائر الفلوجة- تأكيده وقوع قصف متكرر واشتباكات في مناطق بينها النعيمية والفلاحات إلى الجنوب وجنوب غرب الفلوجة، وأحياء متفرقة في جنوب شرق المدينة.

وتقول السلطات العراقية إن مسلحين من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يسيطرون على مدينة الفلوجة، فيما يؤكد أهالي المدينة ان مسلحين من أبناء عشائرها هم من يقاتل القوات الحكومية "دفاعا عن النفس"، بعد أن قامت هذه القوات مع نهاية العام الماضي بهجوم على ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

وقتل مئات المدنيين في القصف الذي تتعرض له ميدنتا الفلوجة وأحياء من الرمادي، فيما نزح نحو مليون شخص من المدينتين بسبب المعارك حسب السلطات الرسمية في المحافظة.

وشكل خروج مدينة الفلوجة عن سلطة الدولة حدثا استثنائيا نظرا إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الأميركية عام 2004.

وفي أعمال عنف أخرى وقعت الجمعة قال ضابط برتبة عقيد في شرطة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) إن "ثلاثة عسكريين -بينهم ضابط برتبة نقيب- قتلوا وأصيب اثنان آخران من رفاقهم بجروح في انفجار عبوة ناسفة". ووقع الهجوم في قضاء الخالص إلى الشمال من بعقوبة، وفقا للمصدر ذاته.