أكمل رئيس الوزراء الإيطالي السابق، سيلفيو برلسكوني، يومه الأول من الخدمة العامة في دار للمسنين تابعة للكنيسة الكاثوليكية قرب مقر سكناه في مدينة ميلانو.
وكانت محكمة إيطالية حكمت على برلسكوني بأربع سنوات سجنا بعد إدانته بالتهرب الضريبي ثم خفف الحكم إلى قضاء أربع ساعات في الأسبوع من الخدمة العامة ولمدة عام في دار لرعاية المسنين المصابين بمرض خرف الشيخوخة.
وقالت مؤسسة رعاية كبار السن إن برلسكوني سيعامل مثلما يعامل باقي الموظفين.
وعندما وصل برلسكوني إلى الدار، صاح فيه أحد النقابيين الذي كان يرتدي قبعة مهرج قائلا " إلى السجن!".
وأضاف قائلا "نحن معشر العمال الإيطاليين يحدونا أمل واحد وهو أن يزج ببرلسكوني في السجن".
ثم تدخلت الشرطة وأبعدت الرجل عن برلسكوني حتى لا يواصل مضايقته.
ولم يدل برلسكوني بأي تصريح للصحفيين عندما أكمل يومه في الخدمة العامة.
وارتدى برلسكوني الذي تولى رئاسة الوزراء في إيطاليا ثلاث مرات بدلة زرقاء اللون وشارة ترمز لحزبه "إيطاليا القوية"الذي ينتمي إلى يمين الوسط.
وقال مراسل بي بي سي في روما، ديفيد ويلي، إن برلسكوني تلقى تحذيرات بعدم استغلال خدمته سعيا للشهرة أو تحقيقا لمكاسب سياسية.
وواجه برلسكوني وهو ملياردير كبير في مجال الإعلام عدة قضايا في المحاكم رفعت ضده.
وأدين السنة الماضية بشراء حقوق بث تلفزيونية بأسعار مضخمة عبر شركات في الخارج حتى لا يدفع الضرائب في إيطاليا.
وأعفي برلسكوني من قضاء مدة العقوبة في السجن مراعاة لكبر سنه، واختار في المقابل أداء خدمة عامة بدلا من الإقامة الجبرية في منزله.
ويقول مراسلنا إن اختيار برلسكوني الخدمة العامة سيتيح له مواصلة قيادة حزبه "إيطاليا القوية" في الانتخابات الأوروبية بالرغم من أنه اضطر إلى الاستقالة من مجلس الشيوخ الإيطالي.
واضطر برلسكوني أيضا إلى تسليم جواز سفره إلى السلطات المختصة كما أن سفره داخل إيطاليا يخضع لقيود صارمة.
وفرضت السلطات على برلسكوني حظر التجوال أثناء الليل.
وكانت تقارير ذكرت أن برلسكوني أخذ يدرس مرض الزهايمر استعدادا لأداء الخدمة العامة حتى يمكنه التعامل مع المرضى بشكل صحيح.
وقال أحد المتطوعين في دار المسنين إنه غير سعيد بوجود برلسكوني هناك بسبب الاهتمام الإعلامي الكبير الذي يحظى به.
وأضاف المتطوع أن برلسكوني حاز على هذا الاهتمام في الماضي عندما كان يمارس السياسة ولا يزال يحظى به الآن.
ومضى المتطوع في القول إنه (أي برلسكوني) "لم يأت إلى دار المسنين محبة في خدمة الناس الذين يعانون مرض الزهايمر ولكنه أجبر على المجئ إلى هنا".
ونفى برلسكوني التهم الموجهة إليه، قائلا إن قضاة ينتمون إلى اليسار "هم الذين يضطهدونه".
وكان برلسكوني أدين السنة الماضية بممارسة الجنس مع قاصر واستغلال سلطاته، الأمر الذي أدى إلى حرمانه مدى الحياة من تولي أي وظيفة عامة.
واستأنف برلسكوني الحكم في القضية المعروفة باسم "قضية روبي" في إشارة إلى الفتاة التي اتهم بممارسة الجنس معها.
ويحاكم برلسكوني أيضا بتهمة تقديم رشوة إلى عضو في مجلس الشيوخ ينتمي إلى يسار الوسط لتغيير مواقفه السياسية.