قال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السابق إن ما يحدث في العراق اليوم جزء من انتفاضة أوسع نطاقا للعرب السنة في البلاد، وليست مجرد حملة يشنها متشددون سنة.

وأضاف أن "ما حدث في بلادي هو انتفاض اليائسين.. الأمر بهذه البساطة.. المجتمعات العربية السنية واجهت تمييزا وظلما وفسادا على مدى 11 عاما". ورفض الإشارات إلى أنتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو المسؤول وحده عما يجري.

وتابع الهاشمي في مقابلة مع وكالة رويترز بإسطنبول، "لدينا نحو 11 أو 12 جماعة مسلحة يعاد تنشيطها حاليا، ولدينا أيضا أحزاب سياسية مشاركة.. لدينا ضباط سابقون في الجيش، لدينا قبائل، لدينا مستقلون في واقع الأمر".

وأضاف "لدينا جماعات كثيرة إلى جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام.. لا أنفي وجود هذا التنظيم أو أقول إن هذه الجماعة غير مؤثرة، لا بل هي مؤثرة وقوية جدا، ولكنها لا تمثل الطيف الكامل للجماعات".

حرب الطائفية

وحذر الهاشمي -الذي يقضي وقته بين قطر وتركيا- من أن يتحول الوضع إلى حرب طائفية شاملة، وقال إن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني زاد الموقف اشتعالا حين دعا أنصاره في صلاة الجمعة إلى حمل السلاح.

وقال "إذا تركنا الأمور تتطور على الأرض فسيكون هناك احتمال اندلاع حرب طائفية واسعة النطاق"، مضيفا أن "فتوى آية الله العظمى علي السيستاني صبت الزيت على النار.. سيكون هناك رد فعل من المجتمعات العربية السنية، وفي نهاية المطاف نتوقع حربا دينية بين المسلمين شيعة وسنة".

وأضاف "يجب أن نمنع هذا، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لوقف إراقة الدماء.. هذه مسؤولية الجميع وعلى رأسهم الأمم المتحدة".

ويتهم الهاشمي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن حملة على معارضيه من السنة، داعيا إياه إلى الاستقالة.

وقال إن قيادة المالكي وتخلي المجتمع الدولي عن العراق غذيا صعود المتطرفين. وانسحبت آخر دفعة من القوات الأميركية من العراق أواخر عام 2011، أي بعد نحو تسعة أعوام من الغزو الذي أطاح بصدام حسين.

وقال الهاشمي "نحن لم نصنع الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم نصنع القاعدة، هم تركوا الأمور على الأرض، ونتيجة للظلم دفعوا أصغر أبنائنا ليكونوا أكثر تطرفا".

وأضاف "ظللنا نحذر المجتمع الدولي، لكن الجميع غضوا الطرف عما يحدث في العراق، وفجأة يتساءلون لماذا حدث هذا في الموصل؟ لماذا حدث هذا في صلاح الدين؟.. يجب أن تلوموا أنفسكم".