حبس منظر التيار السلفي الجهادي الأردني محمود عمر عثمان الملقب بأبي قتادة أنفاسه، قبل أن ينطق رئيس محكمة أمن الدولة الخميس بالحكم ببراءته في قضية ما عرف "بالإصلاح والتحدي"، فيما أبدى صدمته هو وعائلته من تأجيل الحكم بقضية "الألفية " التي بدأت محاكمته فيهما بالتزامن في ديسمبر/كانون الثاني. 

وأعلنت المحكمة العسكرية بهيئتها المدنية التي رأسها القاضي أحمد القطارنة، براءة أبي قتادة، في القضية التي وجهت إليه فيها تهما بالتؤامر للقيام بأعمال إرهابية، لعدم كفاية الأدلة، بحسب نص القرار الذي تلاه القطارنة، فيما أجل النطق بالحكم في قضية ما عرف "بالألفية" إلى السابع من أيلول /سبتمبر المقبل .

وضجت قاعة المحكمة بالعدد اللافت لوسائل الإعلام العربية والأجنبية بمن فيهم التلفزيون الرسمي المحلي، حيث فتحت المحكمة أبوابها للمرة الأولى منذ بدء المحاكمة لعدسات الكاميرات .

 ودخل أبو قتادة قاعة المحكمة قرابة الساعة العاشرة والربع بابتسامة خاطفة ملوحا بيده إلى وسائل الإعلام، سرعان ما تحولت إلى حالة من الترقب عند تلاوة القرار، حيث أخرج منديله الورقي من جيب بزة السجن بنية اللون مرتين ليمسح عرق جبينه قبل النطق بحكم البراءة، بحسب ما رصدت CNNبالعربية.

وأرجأ القاضي القطارنة النطق بقضية "الألفية" لما قال إنه للتدقيق في بينات وأدلة القضية، إلى جانب العطلة القضائية السنوية للقضاة التي تبدأ في الأول من يوليو/تموز حتى الثلاثين من سبتمبر/ أيلول. ويأتي صدور الحكم بالبراءة بعد الإفراج عن منظر التيار السلفي عصام البرقاوي أبو محمد المقدسي بعشرة أيام، حيث أفرجت عنه السلطات الأردنية بعد انقضاء حكمه في قضية متعلقة بدعم حركة طالبان الأفغانية في 16 يونيو/حزيران. 

وخيّمت حالة من الصدمة على أفراد عائلة أبوقتادة  فور الإعلان عن تأجيل الحكم في قضية الألفية، وهو ما عبر عنه أبوقتادة نفسه لحظة الإعلان، قبل أن تطلب السلطات الأردنية من وسائل الإعلام مغادرة القاعة .

وقال ابراهيم أبو قتادة شقيقه في تصريحات لـCNNبالعربية  من أمام المحكمة :" ضيعوا فرحتنا مفروض يصوم معنا رمضان لأنه ما في قضايا هكذا مجرد مسرحية...أعطانا براءة في واحدة وأجل الأخرى كنا نتوقع براءة في القضيتين اليوم." من جانبه، قال محامي أبو قتادة عن قضية الإصلاح والتحدي غازي الذنيبات ، إنه لن يتوسع في التصريح على تأجيل الحكم بقضية الألفية حتى لا تؤثر عليها، معربا عن أمله بأن تحقق العدالة الكاملة في القضية الثانية. وقال "تحققت العدالة في هذه القضية لا تزال هناك قضية أخرى ...نطمح للعدالة الكاملة وهذا ما عبر عنه أبو قتادة."

وأعادت السلطات الأردنية محاكمة أبو قتادة بعد تسليم الحكومة البريطانية له في السابع من يوليو/تموز 2013 إلى الأردن بموجب اتفاقية تعاون قانوني،  فيما بدأت أولى جلسات المحاكمات في ديسمبر/كانون الثاني، ومتدت على مدار 7 أشهر من الجلسات.