أصدرت وزارة النفط العراقية الجمعة بيانا تتهم فيه القوات الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق بالاستيلاء على حقلي نفط أساسيين في كركوك.
وقال البيان "تستنكر وزارة النفط وبشدة ما قامت به مجاميع من قوات البشمركة الكردية بالاستيلاء والسيطرة على محطات إنتاج النفط الخام في حقلي كركوك وباي حسن فجر اليوم الجمعة".
وحذرت الوزارة في البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إقليم كردستان "من خطورة هذا التصرف غير المسؤول الذي يعد تجاوزا على الدستور والثروة الوطنية وتجاهلا للسلطة الاتحادية وتهديدا للوحدة الوطنية".
ودعت "العقلاء من الإخوة الكرد بضرورة تفهم خطورة الموقف والإيعاز إلى المسؤولين عن هذا الإجراء غير المنضبط والمجاميع التي نفذته بالانسحاب من هذه الحقول النفطية وإخلائها فورا تجنبا للعواقب الوخيمة".
ويدور منذ الأربعاء سجال حاد بين رئيس الوزراء نوري المالكي والسلطات الكردية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي بعدما اتهم المالكي الأكراد بإيواء تنظيمات متطرفة بينها "الدولة الإسلامية" و"القاعدة".
وعلق الوزراء الأكراد في حكومة المالكي مشاركتهم في جلسات الحكومة على خلفية هذه التصريحات التي تأتي في وقت تتعرض فيه البلاد إلى هجوم كاسح من قبل المسلحين المتطرفين وتعيش على وقع أزمة سياسية متفاقمة.
السيستاني يطالب البرلمان العراقي بعدم تجاوز المهل الدستورية أكثر
وفي سياق الأزمة السياسية، طالب المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني الجمعة البرلمان العراقي المنتخب الذي من المقرر أن يعقد جلسته الثانية الأحد بعدم تجاوز المهل الدستورية أكثر بعدما فشل في جلسته الأولى في انتخاب رئيس له.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء إن "التحديات والمخاطر الحالية والمستقبلية التي تحدق بالعراق (...) وتنذر بواقع مقسم ومتناحر تتطلب وقفة شجاعة وجريئة ووطنية وصادقة من الكتل السياسية".
وتابع أن هذه الوقفة يجب أن تتجاوز "المصالح الضيقة والفئوية والطائفية، وذلك يقتضي من مجلس النواب المحترم عدم تجاوز التوقيتات الدستورية بأزيد مما حصل والإسراع بانتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة تحظى بتوافق وقبول وطني واسع".
ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي المنتخب بعد غد الأحد جلسته الثانية إثر فشل جلسة الأولى في انتخاب رئيس له بحسب ما ينص الدستور وسط استمرار غياب التوافقات السياسية حول الرئاسات الثلاث، وخصوصا رئاسة الوزراء.
في موازاة ذلك، جدد الكربلائي دعوة السيستاني إلى السياسيين للابتعاد عن السجالات في الإعلام، في إشارة بدت موجهة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي والمسؤولين الأكراد..
وقال الكربلائي "لطالما طالبنا السياسيين الذين يظهرون في وسائل الإعلام أن يكفوا عن المواقف الخطابية المتشددة والمهاترات الإعلامية التي لا تزيد الوضع إلا تعقيدا وإرباكا، لكن مع الأسف الشديد نجد أن البعض لا زال يمارس ذلك".