استشهد عشرات الفلسطينيين في مجزرة بمدينة رفح بعيد انهيار الهدنة الإنسانية التي كان يفترض أن تسري ابتداء من صباح اليوم في قطاع غزة لمدة 72 ساعة. وجاء انهيار الهدنة إثر خروقات إسرائيلية ردت عليها المقاومة بعملية شرقي رفح, قُتل فيها جنود إسرائيليون وأُسر جندي على الأرجح.
وأفاد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح باستشهاد 40 فلسطينيا وإصابة مائتين آخرين في قصف مدفعي وجوي إسرائيلي مكثف لرفح الفلسطينية, بينما أشار المراسل تامر المسحال إلى وجود جثث بالشوارع.
ووصفت وزارة الصحة الفلسطينية ما حدث في رفح بأنها مجزرة جراء القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين.
وجاء القصف الإسرائيلي العنيف في وقت كان فيه آلاف الفلسطينيين في الشوارع لتفقد منازلهم, ولاقتناء ما يحتاجونه.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الحكومة أبلغت رسميا الأمم المتحدة بانتهاء الهدنة الإنسانية, متهمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بخرقها. من جهته, قال جيش الاحتلال إنه يبحث احتمال أسر أحد جنوده في منطقة رفح, مضيفا أن البحث جار عنه.
وبدأت الهدنة في الثامنة من صباح اليوم بتوقيت القدس المحتلة, لكن جيش الاحتلال سرعان ما خرقها عندما قصف عدة مناطق بينها الأطراف الشرقية لمدينة رفح مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين, قبل أن تتضاعف أعداد الشهداء في تلك المنطقة خلال بضع ساعات إلى العشرات.
وأفاد المراسل الدحدوح بأن القصف عاد إلى الوتيرة التي كان عليها, وقال إن القصف تكثف ظهر اليوم على أحياء غزة الشرقية ومنها الشجاعية, مشيرا إلى اندلاع اشتباكات في تلك المنطقة بين المقاومة وقوات الاحتلال. كما أشار إلى تصاعد القصف على وسط وجنوب قطاع غزة, مشيرا أيضا إلى أن دبابات إسرائيلية تقدمت أكثر داخل حدود القطاع.
وكان الدحدوح أشار بعيد سريان الهدنة مباشرة إلى خروقات إسرائيلية في المحور الشرقي لمدينة غزة. كما أعلنت الداخلية الفلسطينية في بيان أن جيش الاحتلال قصف بالمدفعية مناطق حدودية جنوبي قطاع غزة بعد سريان الهدنة في الثامنة من صباح اليوم بتوقيت القدس المحتلة.
من جهتها, ذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي قصف بعيد الثامنة من صباح اليوم مناطق شرقي رفح بجنوب قطاع غزة, وأوضحت أن القصف استهدف فلسطينيين أرادوا العودة إلى بيوتهم في تلك المنطقة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قالا -في بيان مشترك قرأه أمس ستيفان ديجوريك المتحدث باسم الأمين العام الأممي- إن وقف إطلاق النار سيبدأ في الثامنة صباحا بتوقيت فلسطين.
وجاء في البيان أن جميع الوحدات العسكرية البرية ستبقى في مواقعها خلال تطبيق فترة التهدئة، مما يعني أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من مواقعها التي احتلتها في القطاع.
نقطة الصفر
وأعلنت إسرائيل انتهاء الهدنة بعد أنباء عن وقوع قوة إسرائيلية في كمين شرقي مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وقال مراسل الجزيرة بالقدس المحتلة إلياس كرام إن هناك أنباء عن أسر جندي إسرائيلي ومقتل آخرين في الكمين الذي يكون قد تم عبر نفق.
وأضاف المراسل أن القصف الإسرائيلي العنيف قد يكون لسحب قتلى ومصابين، أو لمنع المقاومين من سحب أسير إسرائيلي محتمل عبر نفق.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية تعرض قوة إسرائيلية لإطلاق النار شرقي رفح, ولم يكن هناك تأكيد فوري لأسر جندي إسرائيلي. ونُقل عن موقع روتر الإسرائيلي أن خمسة جنود إسرائيليين قتلوا اليوم في محيط قطاع غزة, دون تحديد ملابسات مقتلهم.
وفي رد على المجزرة التي أعقبت انهيار الهدنة, دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع منذرة بسقوط صواريخ فلسطينية. ودخلت التهدئة حيز التنفيذ لوقت وجيز بعد يوم شهد قصفا إسرائيليا عنيفا أسفر عن استشهاد ثمانين فلسطينيا.
وقال مراسل الجزيرة الدحدوح إن القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي استمر بوتيرة عالية حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت بدء الهدنة المنهارة. وأضاف أن 14 فلسطينيا جلهم من عائلة "الفرا" استشهدوا بالساعات الأولى من صباح اليوم في خان يونس جنوبي القطاع.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أن فصائل المقاومة وافقت على تهدئة إنسانية متبادلة مع إسرائيل، وذلك "استجابة لدعوة من الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا".
وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان أن المقاومة ستكون في حل من الهدنة الإنسانية في حال تم خرقها من الجانب الإسرائيلي. وقال في لقاء سابق مع الجزيرة إن هذه الهدنة طُلبت من الأمم المتحدة عبر ممثلها في القدس.
ويأتي الإعلان عن التهدئة، بعد أن دعا مجلس الأمن الدولي أمس إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في قطاع غزة، مطالبا أيضا بـ"هدنات إنسانية" لإغاثة السكان الفلسطينيين.