وصف الشيخ عيسى الغيث رئيس مركز الوسطية وعضو مجلس الشورى والقاضي بمحكمة الاستثمار العربية التابعة لجامعة الدول العربية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) صنيعة جديدة لأجهزة استخبارات عالمية ومحلية لها أجندة خاصة في المنطقة.

وأوضح لـ»المدينة» أن هناك ثلاثة أجهزة مخابرات غربية هي الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، وثلاثة مخابرات من المنطقة وهي المخابرات الإيرانية والعراقية والسورية وراء التنظيم.

وقال: «البعض يستغرب ويقول كيف أدّعي أنها تابعة لأجهزة المخابرات، أو مخترقة من أجهزة المخابرات وهي تقوم بمقاتلة الحكومة في العراق، والحكومة في سورية، ومن الطبيعي أن أجهزة المخابرات لها أياد وأحيانًا قد تفجر أوضاعًا في بعض بلدان ما لتحقيق مصالح معينة أكبر في نظرها، دون إلحاق الأذى بها».

وأضاف: «بناء على ذلك فالتنظيم في سورية لم يقم بتقديم أي خدمة لما يُسمّى بالمجاهدين هناك، وإنما أصبح خنجرًا في ظهورهم، وكذلك أيضًا في العراق ولكنها في سورية صارت بشكل أكبر، وكما يُقال إذا اختلف اللصان بانت السرقة، فحينما اختلف طرفا القاعدة في العراق ممثلًا بداعش، وفي سورية ممثلًا بالنصرة بسبب دخول داعش إلى أراضي فرع القاعدة في سورية النصرة، أصبح إذا اختلف المتطرفان وبانت الأسرار وبان تطرف كل طرف على الآخر».

وذكر أن التنظيم بالأساس هو فرع من تنظيم القاعدة وكان في بدايته يُسمّى بجبهة التوحيد والجهاد، وبقيادة أبو متعب الزرقاوي، ومر قبل أبومتعب الزرقاوي وبعده مجموعة من القادة إلى أن انتهت إلى أبو بكر البغدادي، وبناء على ذلك هذا التنظيم وما يسمّى بهذه الدولة هي فرع من حيث المنشأ لتنظيم القاعدة العالمي، وهو فئة ضالة ومن تنظيمات الفكر الخارجي الذين يكفرون بالمعصية ويستحلون الدماء، وبالتالي لا يمثلون المسلمين عمومًا، ولا أهل السنة خصوصًا فضلًا على السلفيين منهم.

وأشار إلى أن البعض لا يستوعب العمليات الاستخبارتية التي تقوم بها بعض الدول، فيقول: كيف أن إيران تقوم بدعم داعش، وهي تقتل الشيعة ؟ فهي تقتل بعض الشيعة، ولكنها تقتل الأكثر من السنّة، في حين أنها إذا قتلت البعض من الشيعة، فإنها بهذه الطريقة سوف تجعل باقي الشيعة يرتمون في أحضان إيران، وهذا هو هدف إيران، حيث تدعم طرفًا متطرفًا من السنّة من أجل ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد.

أولًا تشويه سمعة السنّة، ثانيًا خلط الأوراق، والثالث عدم استغناء الشيعة عن إيران، ويكونون في حاجة إليها من أجل الوقوف في وجه داعش، وهذا نفس الشيء بالنسبة لأمريكا حين تدعو دول المنطقة إلى أن تقوم بحلف من أجل أن تقوم بالحرب ضد داعش.

وأوضح أن تنظيم داعش ليست مشكلته فقط موضوع التطرف، وفكر الخوارج، واستحلال دماء المسلمين، واهتمامهم بالعدو القريب المرتد بزعمهم، وتركهم العدو البعيد وهو المحتل العدو الصهيوني، وإنما زادوا على ذلك كثرة الاختراقات في هذا التنظيم.