فوجئ سكان جدة مع ساعات الصباح الأولى أمس باختفاء علم أعلى سارية في العالم من مكانه لما يزيد عن ثلاث ساعات تقريبا، الأمر الذي زاد من حجم الشائعات والانتقادات لأمانة جدة والشركة المنفذة في شبكات التواصل الاجتماعي، والتي أكدت مرارا أنها نفذت المشروع وفق أعلى المواصفات العالمية.
وردت أمانة جدة لـ»مكة» على الانتقادات وغياب العلم هذه المرة تماما عبر مدير مركزها الإعلامي سامي الغامدي بقولها إن العلم يخضع للصيانة الدورية والغسيل بحسب ما تم الاتفاق عليه مع الشركة المنفذة، وستتم إعادته إلى موقعه بعد الانتهاء من صيانته، نافيا تمزقه، مضيفا أن الأمر سيتكرر أسبوعيا.
وقال الغامدي: أما ما يشاع عن تمزق العلم والتفافه حول السارية فهو بسبب توقف الرياح وكبر وثقل حجم العلم، إذ يصل ارتفاع السارية إلى حوالي 170 مترا، كما أن العلم تم تصنيعه خصيصا لهذا المشروع بمقاسات تبلغ 49.5 مترا طولا و33 مترا عرضا، بمساحة إجمالية 1635 مترا مربعا ويزن 570 كيلوجراما.
بدوره، قال مدير الشؤون الإعلامية بمبادرة عبداللطيف الجميل حسن الصبحي: يعتبر العلم الأكبر من حيث المساحة، والارتفاع حول السارية، ويوجد في العالم أعلام أكبر ولكنها موضوعة إما على مبان أو على جبال، وكونه على سارية بهذا الارتفاع وبهذا الحجم، فهو يعتبر الأكبر على مستوى العالم بشهادة موسوعة جنيس.
وحول المادة التي صنع منها قماش العلم، أضاف: صنع العلم بشكل خاص للسارية من مادة «بوليستر»، وهو عبارة عن طبقتين من الجهتين ملتصقتين ببعضهما، والعمر الافتراضي للعلم الواحد من ثلاثة إلى خمسة أشهر، ويتم تغييره دوريا على أن تتم صيانته كل أربعة إلى سبعة أيام كما حدث اليوم «أمس».
وأكد الصبحي أن العلم تمت تقويته من الأطراف بمادة الكربون فايبر لمنع التمزق الذي من المعتاد يحصل للأعلام بفعل الرياح، كاشفا عن وجود فريق لمراقبة العلم على مدار الساعة من الموقع، لمتابعة أي تمزق أو التفاف يحصل له ومعالجة الموقف مباشرة.
إلى ذلك، أوضح المهندس المشرف على تنفيذ المشروع من شركة عبداللطيف جميل شريف البحار أنه فيما يخص مشروع العلم، فقد تم استخدام عدة أنظمة وتقنيات حديثة، من بينها وحدة للحمل والتحكم في دوران العلم حسب اتجاه الرياح، ونظام قياس اتجاه وسرعة الرياح ونسبة الرطوبة وشدة المطر ونظام الإنارة التحذيري للطائرات، ونظام امتصاص الاهتزازات الناتجة عن سرعة الرياح، وثبات سارية العلم، ونظام مقاومة الحريق داخل سارية العلم، بالإضافة إلى نظام متكامل لسارية العلم مع إضاءة خاصة أثناء المناسبات الوطنية.
وخلال الأيام الماضية أصبحت قضية العلم وأعلى سارية في العالم حديث وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مؤكد لتمزقه، وآخر يراه ملتفا حول السارية، وثالث يقول إن الأمانة أنزلت العلم، الأمر الذي أجبر الشركة المنفذة للمشروع وأمانة جدة على الرد أكثر من مرة والتأكيد على أن العلم لم يتمزق ويخضع للصيانة.
من جانبها، أكدت مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية في بيان رسمي لها أن العلم لم يتمزق ولم يتم تغييره ولم يتم إنزاله، وأن الصور التي تم تداولها في بعض المواقع كانت لصورة العلم ملتفا حول حبل السارية وبلا حركة، وذلك لأن سرعة الرياح صفر، ولا يتحرك العلم ما لم تتجاوز سرعة الرياح 4 أمتار لكل ثانية.
وأكدت الأمانة ومبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية أن هناك أعلاما إضافية موجودة، وفي حالة حدوث أي ضرر للعلم سيتم تغييره فورا.