أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الثلاثاء أن -ما أسماها- "معركة تحرير" مدينة بنغازي شرقي ليبيا ممن وصفهم بـ"المتطرفين" ستبدأ خلال الساعات القادمة، مطالبا أهالي المدينة بالصبر، وتعهد بأن الجيش -فور انتهاء المعركة- سيعيد بشكل عاجل كافة أوجه الحياة إلى المدينة.
وقال حفتر في كلمة بثتها قناة "ليبيا أولا" الموالية له، إن الساعات القادمة ستكون عصيبة وقاسية في مدينة بنغازي، لكنه شدد على أنه "لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان".
وتابع أن رجال "عملية الكرامة" صاروا جاهزين لتحقيق هدفهم المرحلي الأهم، وهو تحرير مدينة بنغازي، وهي "المرحلة الإستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب، لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كافة ربوع الوطن من الإرهابيين العابثين باستقراره وأمنه ووحدته".
وأشار حفتر إلى أنه فور انتهاء المعركة سيعيد بشكل عاجل كافة أوجه الحياة إلى المدينة من خلال عودة المدارس والجامعات والمطارات والموانئ ومختلف المصالح الحكومية إلى العمل.
انتفاضة مسلحة
وكان نشطاء ليبيون ومواطنون قد دعوا للخروج الأربعاء في انتفاضة مسلحة في مدينة بنغازي، تحت اسم "انتفاضة 15 أكتوبر المسلحة" لمساندة الجيش والشرطة، وإعلان "رفضهم لجماعات إسلامية متطرفة".
ولم تحدد الدعوات إلى تلك المظاهرة ما خطواتها أو مكانها أو أي تفاصيل متعلقة بها، لكن منظميها قالوا إنها لمساندة الجيش الليبي ضد الجماعات المتطرفة.
بموازاة ذلك توعد مسلحون تابعون لتنظيم "أنصار الشريعة" الليبية عبر فيديو بث على الإنترنت بمواجهة تلك المظاهرة المسلحة التي دعا إليها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي التسجيل المصور تلا ملثمون يحملون أسلحة متوسطة منها صواريخ محمولة على الكتف بيانا هددوا فيه من أسموهم بـ"المخربين الذين ينوون الخروج فيما يسمى انتفاضة 15 أكتوبر"، ووصفوهم بأنهم "أتباع اللواء المتقاعد خليفة حفتر".
وحذر المسلحون المتظاهرين من محاولة الهجوم أو اقتحام منازل الثوار في المدينة، معلنين أن الرد سيكون بالمثل، وقالوا "سنضرب بالحديد والنار كل من تسول له نفسه العبث بأمن مدينة بنغازي أو استهداف ثوارها".
ويقود اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر منذ 16 مايو/أيار الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف كما يقول إلى "اجتثاث الإرهاب"، في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين الإسلاميين، خصوصا أعضاء جماعة "أنصار الشريعة"، الذين شكلوا عقب الحملة مجلس "شورى ثوار بنغازي".
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن المدينة شهدت في اليومين الأخيرين ازدحاما غير مسبوق في المحال التجارية ومحطات الوقود، وإقبالا كثيفا على شراء المواد الغذائية والسلع التموينية تحسبا لأي طارئ.
بدوره طالب مجلس المرافق الصحية ببنغازي وفرع وزارة الصحة في المنطقة الشرقية برفع درجة الاستعداد في كل المستشفيات والمرافق الصحية تحسبا لوقوع مواجهات عنيفة في المدينة.