أعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ مع حظر التجوال من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا في منطقة شمال سيناء لمدة ثلاث اشهر واغلاق معبر رفح من صباح السبت إلى أجل غير مسمي.
كما أعلن الرئيس السيسي حالة الحداد لثلاثة أيام.
تأتي تلك التطورات إثر وقوع حوادث عنف متعددة استهدفت كمائن ونقاط عسكرية في شمال سيناء أدت إلى مصرع واحد وثلاثين جنديا على الأقل وجرح العشرات. وتعد تلك هي الخسارة الأكبر للجيش المصري في عملية واحدة منذ عقود.
صدرت تلك القرارات بعد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. ويضم المجلس رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ورئيس هيئة العمليات.
جاءت القرارات الخاصة بحالة الطواريء وحظر التجوال في قرار رئاسي نص أيضا على أن "تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة إتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بالمنطقة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين".
ومن المقرر أن يعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة السيسي اجتماعا طارئا صباح السبت لبحث ما وصفه مصدر أمني باستراتيجية جديدة لمواجهة الهجمات المسلحة في شمال سيناء.
وأعربت واشنطن والإتحاد الأوروبي عن استنكارهما الشديد للهجمات التي تعرض لها الجيش المصري، ودعمها للمساعي المصرية لمواجهة الارهاب.
وكانت سيناء قد شهدت هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة استهدفت حاجزا أمنيا جنوب الشيخ زويد أدى إلى مقتل نحو 28 من افراد الجيش.
كما قتل في الهجوم الثاني ثلاثة من قوات الأمن في مدينة العريش بشمال سيناء بعد ان فتح مسلحون النار عليهم خلال وجودهم في نقطة أمنية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عمن اسمتهم مصادر أمنية أن ضباطا كبارا من قيادة الجيش الثاني الميداني من بين ضحايا الهجوم الأول
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك الحوادث حتى الآن. إلا أن جماعة انصار بيت المقدس التي تنشط بشكل أساسي في سيناء أعلنت من قبل مسؤوليتها عن حوادث عديدة مشابهة بينها مقتل 11 رجل شرطة في سبتمبر ايلول الماضي، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية في القاهرة عام 2013.
وأفاد شهود عيان أن قوات الأمن طوقت مكان الحادث الأول، وهرعت سيارات الاسعاف الى منطقة كرم القواديس حيث وقع الحادث لنقل المصابين إلى المستشفيات وبعضهم في حالة خطرة.
وأفادت تقارير في وقت مبكر بانقطاع الاتصالات مع شمال سيناء ووجود عملية عسكرية موسعة شرق مدينة العريش لتعقب مجموعات مسلحة مشتبة بتورطها في تفجير اليوم.
وتشن قوات الأمن المصرية حملة ضد المسلحين الجهاديين في شبه جزيرة سيناء، الذين يشنون هجمات بشكل متواصل تستهدف رجال الشرطة والجيش منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وحظر جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها العام الماضي.
وقد قتل ستة جنود الأحد الماضي في انفجار عبوة ناسفة جنوبي غرب العريش في سيناء.
وتتهم الحكومة جماعة الاخوان المسلمين المحظورة بالمسؤولية عن تأجيج العنف ودعم الجماعات المسلحة التي تقوم بهذه العمليات ضد القوى الأمنية.
وقد أسفرت حملة الدهم التي شنها الجيش ضد هذه الجماعات في سيناء عن مقتل المئات من المسلحين واعتقال الآلاف.
وتنفي جماعة الاخوان تورطها بعمليات عنف، مشددة على أنها ملتزمة التظاهر السلمي حتى تتم إعادة الرئيس مرسي إلى الحكم.
وقد أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس القريبة من القاعدة مسؤوليتها عن معظم الهجمات المسلحة التي وقعت في سيناء.
وتعلن القوات المسلحة المصرية بين الحين والآخر عن قتل بعض الأشخاص الذين تتهمهم بالقيام بعمليات إرهابية أو إلقاء القبض على آخرين.
ويقول مسلحون إنهم ينتقمون من مقتل المئات برصاص رجال الأمن واعتقال آلاف آخرين في الحملة التي شنتها الإجهزة الأمنية على جماعة الإخوان المسلمين.